Jawahiril Hisan Cikin Tafsirin Alkur'ani
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Nau'ikan
قال ابن العربي في «أحكامه» وكون البيت الحرام مباركا، قيل: بركته ثواب الأعمال هناك، وقيل: ثواب قاصديه، وقيل: أمن الوحش فيه، وقيل: عزوف النفس عن الدنيا عند رؤيته، قال ابن العربي: والصحيح عندي أنه مبارك من كل وجه من وجوه الدنيا والآخرة؛ وذلك بجميعه موجود فيه. اه.
قال مالك في سماع ابن القاسم من «العتبية»: بكة موضع البيت، ومكة غيره من المواضع، قال ابن القاسم: يريد القرية، قلت: قال ابن رشد في «البيان»: أرى مالكا أخذ ذلك من قول الله عز وجل؛ لأنه قال تعالى في بكة: { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا } ، وهو إنما وضع بموضعه الذي وضع فيه لا فيما سواه من القرية، وقال في «مكة»؛
وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة
[الفتح:24] وذلك إنما كان في القرية، لا في موضع البيت. اه.
وقوله سبحانه: { فيه } ، أي: في البيت { ءايت بينت } ،
قال * ع *: والمترجح عندي أن المقام وأمن الداخل جعلا مثالا مما في حرم الله من الآيات وخصا بالذكر؛ لعظمهما، و { مقام إبرهيم }: هو الحجر المعروف؛ قاله الجمهور، وقال قوم: البيت كله مقام إبراهيم، وقال قوم: الحرم كله مقام إبراهيم، والضمير في قوله: { ومن دخله } عائد على البيت؛ في قول الجمهور، وعائد على الحرم؛ في قول من قال: مقام إبراهيم هو الحرم.
وقوله: { كان ءامنا } قال الحسن وغيره: هذه وصف حال كانت في الجاهلية، إذا دخل أحد الحرم، أمن، فلا يعرض له، فأما في الإسلام، فإن الحرم لا يمنع من حد من حدود الله، وقال يحيى بن جعدة: معنى الآية: ومن دخل البيت، كان آمنا من النار، وحكى النقاش عن بعض العباد، قال: كنت أطوف حول الكعبة ليلا، فقلت: يا رب، إنك قلت: { ومن دخله كان ءامنا } ، فمماذا هو آمن؟ فسمعت مكلما يكلمني، وهو يقول: من النار، فنظرت، وتأملت، فما كان في المكان أحد، قال ابن العربي في «أحكامه»: وقول بعضهم: ومن دخله كان آمنا من النار لا يصح حمله على عمومه، ولكنه ثبت؛ أن من حج، فلم يرفث، ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
قال ذلك كله رسول الله صلى الله عليه وسلم اه.
وقوله تعالى: { ولله على الناس حج البيت } الآية: هو فرض الحج في كتاب الله؛ بإجماع، وقرأ حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: «حج البيت»؛ بكسر الحاء، وقرأ الباقون بفتحها، فبكسر الحاء: يريدون عمل سنة واحدة، وقال الطبري: هما لغتان الكسر: لغة نجد، والفتح لغة أهل العالية.
وقوله سبحانه: { من استطع إليه سبيلا } «من»: في موضع خفض بدل من «الناس»، وهو بدل البعض من الكل، وقال الكسائي وغيره: هي شرط في موضع رفع بالابتداء، والجواب محذوف، تقديره: فعليه الحج؛ ويدل عليه عطف الشرط الآخر بعده في قوله: { ومن كفر } ، وأسند الطبري إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:
Shafi da ba'a sani ba