ومن الأدلة الدالة على أن الإمامة فيهم إجماع الصحابة وذلك أن الأنصار لما اجتمعوا في السقيفة وأرادوا أن ينصبوا سعد بن عبادة أتاهم المهاجرون وادعوا أنهم أحق بالأمر لأنهم شجرة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - واستسلمت الأنصار لهذه الحجة إلا سعدا، وقال بنو هاشم بالموجب ومات سعد قريبا وانقرض خلافه، وللأنصار قرب إلا أن المهاجرين أقرب فثبت أنهم اعتبروا الأقرب، وأهل البيت أقرب الناس: ?والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان...? [الطور:21]، فكذا الله اعتبر الأقرب، قال: ?وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب?[العنكبوت:27].
وقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه، وخليفة كتابه، وخليفة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -)) رواه الهادي - عليه السلام - في الأحكام في باب فضل الإمام العادل.
وما رواه أيضا عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: ((من حبس نفسه لداعينا أهل البيت، وكان منتظرا لقائمنا كان كالمتشحط بين سيفه وترسه في سبيل الله بدمه)).
وكذا ما رواه صاحب المحيط بالإمامة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها أكبه الله على منخريه في قعر جهنم))، وقد رواه الهادي بلفظ يقرب من هذا والمعنى واحد.
وما رواه الإمام زيد بن علي - عليهما السلام - الحديث المتقدم في الرافضة: يرفضون الجهاد مع الأخيار من أهل بيتي، وكذا حديث: ((ثلاثة أنا شفيع لهم يوم القيامة: الضارب بسيفه أمام ذريتي...))، وكذا حديث: ((من قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال)).
Shafi 17