Amsar Mukhtar
مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)
Nau'ikan
[العلماء الذين تحل لهم الزكاة]
فإن قيل: قد ذكرت فيما سبق في جواب هذه المسألة أن غير العلماء لا تصح لهم الزكاة، ومن كان كذلك فليس من العلماء.
قلت وبالله التوفيق: ليس المراد بالعلماء في الآية هم الذين درسوا في العلم حتى رسخوا فيه فقط، بل المراد بها عموم من يعلم الله ويعلم حدوده، إما بالدرس وإما بالسؤال، بدليل أن الله سبحانه لم يحتم الدرس على جميع العباد وإنما جعله سبحانه من فروض الكفايات حيث قال: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر}[النحل:43،44]، فأمر بالسؤال، وذلك يستلزم الأمر بمعرفة ما يسأل عنه للبعض، وإلا كان الأمر لغوا وعبثا، والله منزه عن ذلك لكونه من صفات المناقص تعالى الله عنها، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((العالم والمتعلم شريكان في الأجر، إلا أن للعالم أجرين، وللمتعلم أجرا، فكن عالما أو متعلما، وإياك أن تكون لاهيا متلذذا)).
وقال أمير المؤمنين كرم الله وجهه في الجنة في كلامه لكميل بن زياد رحمه الله تعالى: (الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، [يميلون مع كل ريح]، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق...) إلى آخر كلامه عليه السلام.
Shafi 150