Bangaren Gefen Hankali na Musulunci
الجانب العاطفي من الإسلام
Nau'ikan
لكن توفير هذه الحقوق ليس إلا وسيلة لصيانة الفؤاد والفكر، وحماية القلب والعقل، ما أشبه هذا الجسم بزجاجة المصباح الكهربائى، إنها هى التى تصقل الضوء، وتمد الشعاع، فلو انكسرت ذهب النور واحتبس التيار. ومع ذلك فالمحافظة على هذه الزجاجة وتلميعها وإزالة الغبار من فوقها شىء غير مقصود لذاته، بل مقصود لينطلق الضوء من خلالها صافيا نقيا. وقد أمر الإسلام بتطهير البدن وتزكية الروح فقال: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) وطهارة الروح أساسها حسن الصلة بالله. وطهارة البدن بإزالة القذى الذى لا يليق بمكانة إنسان كريم على القه، له رسالة سماوية مجيدة. إن عبادة الجسد، وعبادة المادة، والتمرد على الأساس الإلهى فى الحياة الإنسانية عوج لا يتمخض إلا عن الشر والبلاء. وآفة الحضارة المادية أنها سخرت العقول للشهوات، وأخرست نداء الروح وأطلقت نداء الطين، وجحدت أن الإنسان نفخة من روح الله، ورأت أنه كلا وجزءا نشأ من الأرض فلا يجوز أن يرفع رأسه إلى أعلى يذكر الله ولى نعمته، وسر عظمته. ونحن نؤكد أن شرف الإنسانية أولا وآخرا فى صلتها بالله، واستمدادها منه، وتقيدها بشرائعه ووصاياه، والحرية الحقيقية ليست فى حق الإنسان أن يتدنس إذا شاء ويرتفع إذا شاء بل الحرية أن يخضع لقيود الكمال وأن يتصرف داخل نطاقها وحده، (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) . وقال عليه الصلاة والسلام : "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ". ما هى الحرية التى هفت إليها الشعوب، وتنادى بها كبار القلوب؟ إنها حق البشر فى تأمين الوسائل التى يحيون بها حياة زكية نقية، وليست حق امرئ ما فى أن ينسلخ عن طبيعته، أو يتمرد على فطرته. إن الحرية ليست حق الإنسان أن يتحول حيوانا إذا شاء، أو يجحد نسبه الروحى إلى رب العالمين، أو يقترف من الأعمال ما يوهى صلته بالسماء ويقوى صلته بالتراب، فإن الحرية بهذا المعنى لا تعدو قلب الحقائق، وإبعاد الأمور عن مجراها العتيد. بل 089
Shafi 77