سنة 170: فيها مات موسى بن هارون بن المهدي من قرحة أصابته
وقيل قتلته أمه الخيزران لما هم بقتل الرشيد وكان جبارا ظالما وفيها توفى جرير بن حازم الأزدي ومحمد بن جعفر بن أبي كثير المدني وغيرهم.
سنة 171: فيها توفي حيان بن علي العبري على قول ص41 الأسطر
الأخرين.
وأما أصحاب الإمام الفخي فلما قتل بقوا إلى الليل وساروا إلى رجل خزاعي فأوهم عنده زمانا حتى برئوا من جراحاتهم وكف الطلب عنهم أجمع رأيهم على الخروج إلى الحبشة فركبوا البحر وفزع من البحر على بن إبراهيم واختفى بالحجاز فظفروا به وسجن، فلما وصل يحيى وأصحابه الحبشة أعظمهم ملكها وأجزل جوبراهم مكان أول من رجع منهم إبراهيم طباطبا وأقام بالمدينة مختفيا ثم سار إلى الكوفة ودل عليه فسجن ثم اخرج يحيى وإدريس من الحبشة وبقيا متحيرين أي موضع يقيمان فيه لما بلغ خبر من سجن وخب القاسم بن محمد بن عبد الله بن الحسن وموسى بن عبد الله وذلك أن موسى (......ص42) أحضر موسى والقاسم قال للقاسم والله لأقتلنك يابن الفاعلة قتله ما قتلها أحدا قبلك فقال له القاسم الفاعلة هي العناجيد التي اشتريت بأموال المسلمين أياتي يهدد بالقتل الذي لم يسبقك إليه ظالم فلأصبرن لك صبرا ما أصبره أحد قبلي طلبا لمرضاة الله تعالى فأمر بالمناشير فأحضرت ثم أقام على كل عضو منشارا فنشروا وجهه ثم نشروا عضوا عضوا حتى أتوا على جميع بدنه فما تأوه -صلوات الله عليه- ولا تحرك حتى جردوا عظامه عن لحمه فقال له موسى كيف رأيت يا بن الفاعلة فقال مسكين لو رأيت ما أرى من كرامتي في الجنة وما اعد الله لك من العذاب لرأيت حسرة دائمة ثم توفي القاسم -رحمه الله- ثم أراد اللعين قتل موسى فعاجله الله بالنقمة كما أمر ثم أن يحيى قال لإدريس أن للمغرب معنا راية فأخرج إليهم عسى أن تكون أنت أو ولدك متوجه إلى المغرب فسار إلى القيروان ثم إلى الزاب ثم إلى مليانة ثم إلى طنجة فأعظمه أهلها وأكرموه فقاتل عبد الوهاب وأزاله عن تلك المخاليف وقوي أمره فأخبر هارون بذلك فأغتم فسار فيهم إدريس سيرة الحق وأظهر العدل.
Shafi 42