اتفقت الأمة الإسلامية على أن الله واحد ليس كمثله شيء، ونقضت المشبهة قولهم إذ قال مقاتل بن سليمان منهم لعنه الله: إن الله تعالى جسم عريض طويل لحم ودم، وكذا قالت جماعة منهم.
وقالت طائفة منهم: إنه جسم طويل عريض، لا يقولون بلحم ولا بدم، وقالت طائفة منهم: له جوارح كجوارح الإنسان من العين والوجه واليد ووقفوا عما سوى ذلك ، وقالت طائفة منهم: جسم لا كالأجسام.
وكلهم مشركون بقولهم، واستدلوا على أنه جسم بأن الفاعل لا يكون إلا جسما، والجسم لا يفعله إلا جسم، ويرد عليهم: ن الجسم تلزمه أشياء كعجز وذل، وضعف وحزن ومرض، واستقرار والتمكن والزوال و النقصان والفناء والحدث والكثرة وغير ذلك.
وأن الجسم مركب من أجزاء، والمركب لابد له من مركب فيلزم الدوار والتسلسل وأنه تعالى قال: ( ليس كمثله شيء). (الشورى: من الآية11)، وهذا عام وقولهم ليس كمثله شيء في العلم وهذا عام، وقولهم ليس كمثله شيء في العلم والقدرة تخصيص فلا يقبل إلا بدليل وأنه لم تشاهد جسما يفعل جسما بل الجسم يألف بين الأجسام.
الثاني: العدل أجمعوا أن الله سبحانه عدل لا ينسب إليه الجور، وليس من الجائز في حقه ونقضه المجيزة قولهم وهم جهم بن صفوان ومن وافقه بزعمه أن الله أجبرهم على أفعالهم وعذبهم عليها.
ويرد على قولهم: ( جزاء بما كانوا يعملون ). (السجدة: من الآية17)، وقوله: ( ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد). (آل عمران:182.
وقوله صلى الله عليه وسلم: “ سيكون في هذه الأمة قوم يعملون المعاصي ثم يقولون هي من الله قضاء وقدر وإذا لقيتموهم فأعلموهم أني بريء منهم وأن هذا ظلم ”، والله سبحانه وتعالى يقول: (إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون) (يونس:44)، أي لا يؤاخذهم بغير ما اكتسبوا.
Shafi 40