وخلق الله التمييز للحيوانات والجمادات فآمنت به، وكان بعض الأنبياء مرسلا إلى أهل زمانه أو بعضهم، أو من بعدهم كسليمان فإنه مرسل إلى الحيوان كلهم ولم يذكروا أنه أرسل إلى الكافة، وبعض إلى قوم دون آخر وهو صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق وخاتم النبيين دائما تجب معرفة ذلك بالسماع.
وقيل: يجب أن يعلم أنه خاتم النبيين من حين بعث، وجعلت له صلى الله عليه وسلم الأرض مسجدا إذا أدركته الصلاة صلى وكان غيره لا يصلون إلا في مساجدهم، وجعل له ترابها مطهرا، وأحلت له الغنائم، وكان من قبله إذا غنموا لم يحل لهم أكل ما غنموا وجاءت نار فأحرقته.
وقيل: نور كالنار يرفعه إلا الذرية وأخاف الله الناس منه مسيرة شهر أمامه حيث كان ولو وجده وشاركته أمته في غير هذا الأخير، وفي رواية “ الرعب يسعى بين يدي أمتي شهرا وأعطاني الشفاعة العامة ” وهي إراحة الناس من هول الوقف، وهي المراد بالمقام المحمود وتسمى الشفاعة العظمى، وأعطي الشفاعة الخاصة وهي دخول المؤمنين الجنة على يده وبلوغهم درجة لا يبلغونها بأعمالهم وغير ذلك مما ذكرته في غيرها.
ولا يدخل أحد الجنة إلا برحمة من الله وعمل صالح وشفاعته صلى الله عليه وسلم.، وحقيقة الشفاعة سوى آل فعل الخير وترك الضر عن الغير على سبيل التضرع، وتجب الصلاة والسلام عليه كما ذكر على الأصح وبكره إفراد أحدهما عن الآخر ولو في الكتابة.
والظاهر تحريم الاقتصار على أحدهما إذا ذكر للأمر بهما مما في القرآن ولو أقر بالصلاة في حديث التأمين على من ذكر عنده ولم يصل عليه، والصلاة والسلام عليه رحمة مقرونة بتعظيم وهي من الملائكة إلا الاستغفار، وبعد غفران ما تقدم وما يقر له يكون استغفارهم له تعبدا ومن بنى آدم والجن الدعاء.
ولا يصلي على غير الأنبياء إلا بالتبع والنبي كهمزة من البناء وهو الجر، فقيل: بمعنى فاعل؛ لأنه يخبر الناس أو مفعول لأن جبريل يخبره أو من النبوة وهي الرفعة بمعنى مفعول لأنه مرفوع القدر.
Shafi 25