وقد اختلف الناس اختلافا كثيرا في معنى عذاب القبر، وقولنا قول المسلمين، ولا يعجز الله شيء من ذلك.
[مسألة: في سؤال منكر ونكير]
وأما ما سألت: عن منكر ونكير وحساب القبر، فذلك إلى الله يفعل ما يشاء، وفي هذا اختلاف يطول، وقد قال الله: {حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون * ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين}. وقال: {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون}، وقد قال الله: {إن إلى ربك الرجعى}، {وهو أسرع الحاسبين} وفي القبر وفي الآخرة لا شك فيه، كيف شاء الله كان ذلك .
فأما قوله تعالى: {إلى ربكم مرجعكم} فهو في الآخرة، وقوله: إنه {أسرع الحاسبين} في الآخرة، لا شك فيه أنه سريع الحساب في الآخرة، ولا شك في الحساب.
فأما منكر و نكير فذلك يوجد في الآثار عن ابن عباس وأيضا عن جابر، وقد وجدنا -الشك مني- عن موسى بن أبي جابر-فالله أعلم بذلك-: إنما يجوز لنا القول في الحكم على ناطق الكتاب أو الإجماع، فأما ما فيه الاختلاف ولم يقع فيه حكم بنص ينصونه، فقولنا فيه قول المسلمين ونحن سائلون.
مسألة: [في أطفال المؤمنين وأطفال المشركين]
- وسأل عن الأطفال: فأما أطفال المؤمنين، فهم لحق لآبائهم بناطق القرآن، قال الله: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء} فلا قول فيهم.
وأما /53/ أطفال المنافقين والمشركين فقد اختلف الناس فيهم:
فقائل يقول: هم تبع لآبائهم.
وقائل يقول: بالوقوف عنهم.
وقائل يقول: هم في الولاية.
Shafi 74