وقال مخبرا عن جواب أهل الجنة لأهل النار: {أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} وأشباه هذا من القرآن كثير؟
قيل له: هذا دليل على أن الله تعالى قد أخبر بما يستحقه الكافرون والظالمون والمصرون على معصية الله، وتصديق لما أوعد من عقاب من عصاه وحرم عليه الجنة، ففي هذا تثبيت الوعيد، وقد أخبر بما هو عالم من أمورهم، وبما يكون من جوابهم عند ذلك، وبين أنه يعاقبهم على أعمالهم القبيحة، وهو صادق الوعد والوعيد لا يخفى عليه شيء.
فإن قال: وكذلك الولاية من الله للمؤمنين؟ قوله: {يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدا...}، وقال: {ادخلوها بسلام آمنين}، {وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين}؟
قيل له: إنه قد بين أن ذلك وفاء لوعده، وأن لهم الجنة بما عملوا من الصالحات، ولا محالة عما علم الله أنهم سيعملونه، وأن لهم الجنة على طاعته.
قالوا: فالولاية لهم ثوابهم الجنة.
مسألة: [هل تتقلب ولاية الله لخلقه؟]
- وسأل فقال: ولاية الله لخلقه تتقلب على الأحوال؟
قيل له: لا؛ لأن ولايته جنته، وهي لأهل طاعته التي علم الله أنهم سيعملونها ويموتون على الوفاء، فهم أهل الجنة، /34/ وكذلك عقوبته وعداوته لأهل المعاصي الذين يموتون على الكفر من غير توبة، لما علم الله منهم، وهو عالم لا يجهل، وقد علم أهل الثواب وأهل العقاب.
فإن قال: فمن عمل بالمعصية يكون عدوا أو وليا؟
Shafi 46