قيل له: نعم يذهب بالدنيا ويجيء بالآخرة في الوقت الذي علم أنه يكون، والمدة التي جعلها في ذلك، ولا يعجزه شيء، وليس ذلك يتقدم ولا يتأخر عن أوقاته التي قد قدرها وعلمها.
فإن قال: أيعلم أن القيامة تقوم بكذا وكذا، ويكون فيها من القول كذا وكذا؟
يقال له: نعم، ولا يخفى عليه شيء من ذلك، ولا يشبه بخلقه، ولا يجوز عليه الجهل.
فإن قال: أيبصر ما فيها ويسمع؟
قيل له: البصر قد يكون في معنى العلم، والعالم يسمى بصيرا، وقد اتفقنا "أنه قد علم ذلك" معناه: أنه العالم به، فلا يخفى عليه شيء، وهو العالم السميع البصير، لا تخفى عليه المرئيات و||لا|| المسموعات ولا يشبه بخلقه.
فإن قال: أيعلم الرائحة والذوق؟
قيل له: لا يخفى عليه شيء، وهو يطعم ولا يطعم، ويدرك علم ما يدرك بالسمع، ولم يلزمه ذلك من جهة الشم والذوق، وما أشبه ذلك من المعاني، تعالى الله عن شبه خلقه.
فإن قال: أفتصفوه بأن له جوارح، أو أنه صورة؟
قيل له: تعالى ربنا وجل عن شبه خلقه وعلا علوا كبيرا، لا يوصف بذلك؛ لأنه مصور الصور، والجوارح خلق من خلقه فلا يوصف بذلك، فقد أثبتنا من أمر الشبه على ما رجونا فيه كفاية إن شاء الله.
مسألة: [في ولاية الله لعباده]
Shafi 42