- وعن قوله: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا}؟
قيل له: من علم أنه يضل لم يهتد، ومن علم أنه يهتدي لم يضل، ويدلك على أنه قد أراد وشاء ضلال من ضل عن الحق، وكذلك قد أراد أن يهتدي من اهتدى، وأنهم لا يخرجون عما أراد الله فيهم، ولا مخرج لهم من مشيئته فيهم، وعلمه بأمورهم.
ونقض القول من يزعم أنه أراد الهدى ولم يرد الضلالة، وقد أكذبهم الله في هذه الآية، وأخبر أنه من شاء وأراد هداه اهتدى، ومن أراد أن يضله لم يهتد.
ويكذب قول من قال: أراد الإيمان ولم يرد الكفر، وأراد الطاعة ولم يرد المعصية، فصح بهاتين الآيتين بطلان قولهم: {من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم}، وقوله: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا}، فلا خلف لما قال جل وعلا.
فإن قال: قد قال الله: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}؟
فقل له: قد بينا فيما /75/ تقدم من القول في ذلك أنه في الصوم وأوضحنا معناه.
فإن قال: قد قال الله: {وما الله يريد ظلما للعباد}، {وما الله يريد ظلما للعالمين}؟
Shafi 105