323

Sabon A Hikima

الجديد في الحكمة

Bincike

حميد مرعيد الكبيسي

Mai Buga Littafi

مطبعة جامعة بغداد

Shekarar Bugawa

1403م-1982م

Inda aka buga

بغداد

ولا المجموع الحاصل من الجسم والخصوصية ، فإن النفس بسيطة ، | فلا تكون علتها الفاعلية مركبة ، لما عرفت ، ولأن الجسم لا يوجد بالفعل | إلا مركبا من : مادة وصورة ، فلا يفعل البسيط ، ولا يمكن أن يفعل | بمادته فقط ، لأنه يكون بها موجودا بالقوة ومن حيث هو كذلك فلا | يصدر عنه فعل ، ولا بصورته فقط ، إذ ليس لها حظ القوام بنفسها . | | وأيضا فالنفس أشرف من الجسم ، والشيء لا يوجد ما هو أشرف منه .

ومع هذا فالتجربة دلت على أنه لا يفعل إلا بمشاركة الوضع ، فلا | يؤثر في النفس التي لا وضع لها . ومحال أيضا أن يكون فاعل النفس | نفسا أخرى غيرها لأنهما إن تساويا أعني النفس التي هي علة والنفس | التي هي معلولة لها في الطبيعة النوعية ، من غير أن تكون إحداهما | أقوى في ذاتها من الأخرى ، لم يكن كون هذه موجدة لتلك بأولى من | أن تكون تلك موجودة لهذه .

فإن اقترن بأحدهما مخصص كان ذلك المخصص إما هو علة الأخرى | فيكون القائم بذاته معلولا لما لا قوام له بذاته . وأما هو جزء من علتها ، | فتكون علة البسيط مركبة ، وكلاهما قد سبق إبطاله .

وإن لم يتساويا في الكمال والنقص الذاتيين ، فيمتنع أيضا أن | تفعل إحداهما الأخرى من حيث أن الفاعلة نفس ، لأن النفس وإن كان | قوامها بذاتها ، لا بمواد الأجسام ، فهي من حيث هي نفوس إنما تفعل | بواسطة الجسمية ، فإنها إنما جعلت خاصة بجسم ، بسبب أن فعلها | من حيث اختصاصها بذلك الجسم ، لا يتم إلا به وفيه ، وإلا لكانت من | هذه الحيثية مفارقة الذات والفعل جميعا له ، فلم تكن نفسا بالقياس | إليه .

وهي من حيث تفعل لا بمشاركته هي عقل لا نفس ، ولو فعلت | النفس نفسا كيف كان فلا بد من الانتهاء إلى نفس لا تكون علتها القريبة | نفسا ، ولا غير نفس ، مما سبق إبطال كونه علة فاعلية لها . فلم يبق | أن تكون علتها الفاعلية من غير واسطة ، إلا العقل . |

Shafi 484