84

Kyautar Fassara

إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

Mai Buga Littafi

دار ابن رجب

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Nau'ikan

باب الباء في حديث البراء: (٥٩ - ١) " هُوَ لِلمُؤَذِّنِ مَدَّ صَوْتِهِ" (١). قال ﵀! -: الجيد عند أهل اللُّغة (٢) مدى صوته، وهو ظرف مكان، وأمّا "مد صوته" فله وجه، وهو يحتمل شيئين: أحدهما: أن يكون تقديره: مسافة مد صوته. والثّاني: أن يكون المصدر بمعنى المكان، أي: ممتد صوته، وهو منصوب لا غير، وفي المعنى على هذا وجهان: أحدهما: معناه: لو كانت ذنوبه تملأ هذا المكان لغفرت له، وهو نظير قوله ﵇ إخبارًا عن اللَّه: "لَوْ جِئْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا" (٣) أي: ما يملؤها من الذنوب. والثّاني: يغفر له من الذنوب ما فعله في زمان مقدر بهذه المسافة.

= وهذه المسألة أفاض السيوطيّ في النقل فيها، حتّى بلغ مقدار ما نقله إحدى عشرة صفحة. ينظر "عقود الزبرجد" (٢/ ١٨٥ - ١٩٥)، و"فتح الباري" (٧/ ٦٣٣ - ٦٣٦). (١) صحيح: أخرجه النسائي (٦٤٦)، وأحمد (١٨٠٣٦)، وهذا لفظه، ولفظ النسائي: بمد صوته. (٢) منهم أبو أحمد العسكري؛ فإنّه قال: والصّحيح "مَدَى صوته" بزيادة ياء والدال مخففة، ومداه: مقدار ما يبلغه الصوت اهـ. انظر: "تصحيفات المحدثين"، للعسكري (ت ٣٨٢ هـ)، (ق ١/ ٢٨٧)، تحقيق د. محمود أحمد ميرة. ط. أولى (١٤٠٢ هـ). (٣) صحيح: من حديث أنس بن مالك أخرجه التّرمذيّ (٣٥٤٠)، ولفظه: "لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا .. ". ومن حديث أبي ذر: أخرجه مسلم (٢٦٨٧)، وابن ماجه (٣٨٢١)، والدارمي (٢٧٨٨)، وأحمد (٢٠٨٠٨) بنحوه.

1 / 85