وجملة الكلام في هذا أنها تنقسم قسمين:
إما أن تكون كلاما مسترذلا لا ينحط عن كلام المتوسطين في العربية ، من أهل هذا العصر والأعصار التي كانت قبله . فكيف أن تبلغ مرتبة كلام فصحائهم ، [و] ما جرى هذا المجرى . لا يخيل (¬1) على أحد أنه ليس يجوز أن يظن به أنه معارض للقرءان , كما لا يجوز أن يظن أن أشعار الحبر الوردي تصلح أن تكون معارضة لأشعار امرئ القيس ، والنابغة ، أو الأعشى ، أو يكون المورد له أخذ ألفاظ القرءان فقدم منها البعض ، وأخر البعض ، وزاد فيها ونقص منها . ومثل هذا لا يعد معارضة ، لأنه لو عد معارضة لكان لا يتعذر على المفحم (¬2) إذا عرف وزن الشعر أن يعارض ديوان امرئ القيس ، وسائر الشعراء الفحول من القدماء والمحدثين - على ما نبينه من بعد - ونحن نذكر تلك الفصول ونبين صحة ما قلناه .
- - -
Shafi 97