وروي أن جبير بن مطعم أسلم حين سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله يقرأ: { والطور (1) } [الطور] (¬5) ، وفيه آية التحدي الظاهر ، حيث يقول: { أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون (33) فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين (34) } [الطور] .
وروي أن سعد بن معاذ قرئ عليه القرءان ، وأسلم .
وكذلك: أسيد بن حضير .
فإن قيل: تلاوة آية التحدي لا تكون تحديا ، وإنما التحدي أن يبتدئ مخاطبتهم بالتحدي ؟!
قيل له: لا فرق بين الأمرين في حصول التحدي ، بل إذا قرأ عليهم آية التحدي ، وعرفهم أنها من عند الله تعالى ، ربما كان أبلغ في التحدي ، على أن آية التحدي في أوائلها الأمر بالتحدي ، لأنه تعالى يقول: { فليأتوا بحديث } ، ولا يجوز أن يظهر صلى الله عليه وعلى آله أن الله تعالى أمره أن يقول قولا ، إلا ويعرف منه أنه قال ذلك ، أو ما ينوب منابه . يدل ذلك على أنه لا بد من أن يكون تحديا ابتداء في المخاطبة ، أو تلاوة تنوب مناب ابتداء المخاطبة .
- - -
Shafi 84