Tabbatar da Annabci
إثبات نبوة النبي
Nau'ikan
فإن قيل: ما تنكرون على من قال لكم: إن عدد من كان يكمل لمعارضة القرءان من العرب كان محصورا ، لأن من المعلوم أن كل واحد منهم لم يكن يكمل للاتيان بالكلام الفصيح ، منظوما كان أو منثورا ، ومتى كان ذلك كذلك ، فيجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان واطأهم على أن يكفوا عن معارضته ، وأن يكون القوم جعلوه على ثقة من ذلك ، حتى وثق بما عاهدوه عليه واعتمدوه ، لما كان من تمكينه إياهم من أغراض كانت لهم ، وإطماعه لهم في رياسات تحصل لهم ، فتحداهم لذلك بانشراح صدر ، وقوة نفس .
قيل له: هذا كلام من لا يعرف أحوال العرب ، وأحوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لأن العرب كانوا في ديار متباعدة الأطراف كتهامة ، وسائر أرض الحجاز إلى اليمن وشجر (¬1) وعمان ونجد والشام ، وكان الفصحاء منهم متفرقين بحسب بلدانهم ، وتنائي أوطانهم .
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ كان في حكم المنفرد الوحيد ، إذ لم يكن يساعده على أمره إلا من كان يؤمن به ويصدقه ، ولم يكن صلى الله عليه وآله وسلم واجدا سعة من المال ، ولا متمكنا من الرجال ، بل كان شريدا طريدا ، قد جفاه أهله ، فكيف كان يظن مع هذه الأحوال من تجميع الرجال ، وجمع كلمتهم ، مع تراخي الديار ، وتباعد مزارهم ، وعدمه صلى الله عليه وآله وسلم الرسل الذين يوجههم إليهم ، بل أي رغبة كانت فيه لطلاب الدنيا وأحوالها ؟!
Shafi 155