Itharat Targhib
إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
Nau'ikan
وارج رحمته وقبوله؛ لأن رحمة الله تعالى قريب من المحسنين عامة تامة شاملة على كل مخلوقاته، ورحمته تعالى سابقة على غضبه كما قال تعالى: «أنا الله لا إله إلا أنا سبقت رحمتى غضبى» وقوله عز وعلا: ورحمتي وسعت كل شيء (1). وقول الملائكة: ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما (2).
وينبغى أن يكون رجاؤك هاهنا أغلب على الخوف؛ فإن كرم الكريم عميم وشرف الحرم جسيم، وحق الزائر على المزور عظيم.
فإذا دخل الطواف يبتدئ بالحجر الأسود ويقف بحياله ويستقبله بوجهه رافعا يديه حذاء أذنيه كما فى الصلاة؛ لقوله (عليه السلام): «لا ترفع الأيدى إلا فى سبع مواطن: فى افتتاح الصلاة، وفى القنوت، وفى العيدين، وعند استلام الحجر، وعلى الصفا والمروة، وبعرفات، وبجمع» (3).
ولو قال عند ذلك: اللهم إنى أريد طواف بيتك المحرم فيسره لى وتقبله منى، يكون أحسن وأحوط، ثم يكبر بعد النية ويرسل يديه، ثم يستلم الحجر؛ لما روى عن النبى (صلى الله عليه وسلم): «من استلم الركن الأسود فقد بايع الله ورسوله» (4).
وهو على مثال يمين الملك يقبله ويصافحه ويبايعه الوفاد عليه، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «الركن يمين الله فى الأرض يصافح بها كما يصافح أحدكم أخاه ». ومن لم يدرك بيعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم مسح الركن فقد بايع الله ورسوله.
وتفسير الاستلام: أن يضع كفيه على الحجر ويقبله إن أمكن، من غير إيذاء أحد.
وقال الشافعى: يسجد عليه إن أمكن؛ لما روى عن ابن عباس- رضى الله عنه-
Shafi 255