Itharat Targhib
إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
Nau'ikan
ويروى أن الجنيد (1)- (قدس الله سره)- طاف بالبيت فى جوف الليل، فسمع جارية تطوف وهى تقول شعرا:
أبى الحب أن يخفى وكم قد كتمته
فأصبح عندى قد أناخ وطنبا
إذا اشتد شوقى هام قلبى بذكره
وإن رمت قربا من حبيبى تقربا
فقلت لها: يا جارية، أما تتقين الله تعالى تتكلمين فى مثل هذا المكان بمثل هذا الكلام، فالتفتت إلى وقالت: يا جنيد:
لو لا التقى لم ترنى
أهجر طيب الوسن
إن التقا شردنى
كما ترى من وطنى
أفر من وجدى به
فحبه هيمنى
ثم قالت: يا جنيد تطوف بالبيت أم برب البيت؟ فقلت: أطوف بالبيت، فرفعت رأسها، وقالت: سبحانك ما أعظم شأنك على خلقك؛ خلق كالأحجار يطوفون بالأحجار، ثم أنشأت تقول:
يطوفون بالأحجار يبغون قربا
إليك وهم أقسى قلوبا من الصخر
قال الجنيد: فغشى على من قولها، فلما أفقت لم أرها (2).
وما أحسن كلام أبى يزيد- (قدس الله سره)- فى هذا المعنى قال: الحجاج يطوفون حول البيت يطلبون البقاء، وأهل المحبة يطوفون حول العرش يطلبون اللقاء.
وقال الشيخ أبو الحسن الخرقانى (قدس الله سره): القبلة خمس: فالكعبة قبلة المؤمنين؛ وبيت المقدس قبلة الأنبياء، والبيت المعمور قبلة الملائكة، والعرش قبلة الدعاء، والحق تعالى قبلة أحبابه، فأين ما تولوا فثم وجه الله، والحمد لله الذى هو قبلة أحبابه.
Shafi 201