171

Itharat Targhib

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Nau'ikan

قال: هذه ديار المحبوب فأين المحبون، وهذه أسرار القلوب فأين المشتاقون، وهذه ساعة الاطلاع على الدموع فأين البكاءون؟! ثم شهق شهقة وبادر إلى البيت باكيا وهو ينادى: لبيك لبيك (1).

وروى أن أمرأة عابدة حجت، فلما دخلت مكة جعلت تقول: أين بيت ربى؟

أين بيت ربى؟ فقيل لها: هذا بيت ربك، فاشتدت نحوه تسعى حتى ألصقت جبينها بحائط البيت، فما رفعت إلا ميتة (2).

ما بين معترك الأحداق والمهج

أنا القتيل بلا ذنب ولا حرج

من مات فيه غراما عاش مرتقيا

ما بين أهل الهوى فى أرفع الدرج

تبارك الله ما أحلا شمائله

فكم أماتت وأحيت فيه من مهج

قال سعيد بن جبير: رأيت امرأة جاءت فقامت فى الملتزم فجعلت تدعو وتبكى حتى ماتت.

هذه تحية المحب فى بيت المحبوب، وشهادة العاشق إلى لقاء المعشوق.

وقال مالك بن دينار: رأيت شابا يمنيا وهو يقول: اللهم إن الناس قد ذبحوا ومحروا وتقربوا إليك، فما لى شىء أتقرب به إليك أكبر من نفسى فتقبلها منى، ثم شهق شهقة، فدنوت منه فإذا هو ميت، (رحمه الله تعالى).

هذا فؤاد لقد ملى أسفا

قطعه الشوق والنوى قطعا

يقول فى نأيه وغربته

عدل من الله كل ما صنعا

وقال عبد الصمد: اجتمعت أنا وبشر الحافى فى العمرة ومعنا شاب تائب، سريع الدمعة، قليل الكلام، كثير التفكر، فقلت له: هذا بشر الحافى فتبرك به، فقال له: يا أبا نصر، ما جزاء من خالف محبوبه؟ فقال: أن يقتل بسيوف العتاب، ثم يحرق بنار الهوى، ثم يذر فى هوى الذل؛ فإن شاء جمعه، وإن شاء قمعه،

Shafi 198