168

Itharat Targhib

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Nau'ikan

فلما لبى غشى عليه (1).

ولما حج جعفر الصادق- رضى الله عنه- فأراد أن يلبى تغير وجهه، فقيل له:

ما لك يا ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ فقال: أريد أن ألبى وأخاف أن أسمع غير الجواب (2).

هذه حال جعفر الصادق وزين العابدين فى خوفهما من سطوة جلال عظمة الله تعالى، فكيف تكون حال الغافلين المدعين الكذابين؟ يا مسكين طهر قلبك وأخلص نيتك إذا قصدت إلى جناب حضرة عظمة عتبة بابه العظيم؛ لأنه تعالى عالم ما فى سرك وخفايا سريرتك، وارجع بالتوبة والاستغفار إلى جناب حضرة الكريم خاشعا متضرعا متذللا متأدبا، ولا تيأس من رحمته؛ لأن رحمته ومغفرته واسعة عامة على كل شىء، وبابه مفتوح أبدا وما هو مغلق عليك ولا على من سواك.

قال ذو النون (قدس الله سره): التوبة سبب الرضى، والمراقبة سبب العصمة، والخوف سبب الأمن، والرجوع إليه سبب الصلح، والاعتذار سبب العفو، والندامة سبب القبول.

وقال أحمد بن أبى الحوارى: كنت مع سليمان الدارانى (3)(رحمه الله) حين أراد أن يحرم فلم يلب حتى سرنا ميلا، ثم غشى عليه، ثم أفاق وقال: يا أحمد أوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام) مر ظلمة بنى إسرائيل أن لا يذكرونى؛ فإنى أذكر من ذكرنى منهم باللعنة، ويحك يا أحمد بلغنى أن من حج من غير حله ثم لبى، قال الله تعالى: لا لبيك ولا سعديك حتى ترد ما فى يديك، فما أنا آمن أن يقال لى ذلك (4).

Shafi 195