Littafin Istigatat

Ibn Taymiyya d. 728 AH
176

Littafin Istigatat

كتاب الاستغاثة

والمقصود هنا أن قوله ومن خص الرسول أو الملائكة بنفي خاص يفهم منه طرح رتبتهم وعدم صلاحيتهم فقد نقصهم بعبارته فهي كلمة حق أريد بها باطل

ونحن نقول بموجب هذا الكلام وهو معناه الصحيح فإن من نفى ما يستحقونه من الرتبة وما يصلحون له من الأسباب فهو مفتر كذاب لكن الشأن ليس هو المنفي من هذا الباب ولو لم تقابل دعواه إلا بالمنع لكفانا فإنه يقال له لا نسلم أن الاستغاثة بهم مشروعة في كل ما يستغاث فيه بالله ولا أنها وسيلة من وسائل الله في ذلك كله بل سلمنا أن الاستغاثة بالحي فيما يقدر عليه قد تكون سببا وقد لا تكون فإن الناس يستغيثون بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة في الشفاعة فيشفع لهمم ويستغيث به من أنذره في دفع العذاب فيقول «لا أملك لك من الله شيئا» كما في الحديث الصحيح «لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك»

Shafi 495