Littafin Istigatat
كتاب الاستغاثة
وإنما يكون نافيا للأسباب إذا قال لا شفاعة لهم ولا يشفعون لأحد ولا يدعون لأحد أو دعاؤهم لا ينفع لأحد فهذا باطل بل كفر أو قال إنه لا يتوسل إلى الله تعالى بالإيمان بهم ومحبتهم وطاعتهم أو لا يتوسل إليه بدعائهم وشفاعتهم فهذا باطل بل كفر
وهذا المفتري لما قال إنه يجوز أن يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل ما يستغاث الله فيه وأن ذلك صحيح في حق النبي والصالحين وقال إن كل من توسل إلى الله بنبيه في تفريج كربة فقد استغاث به سواء كان حيا أو ميتا وإن من سأله وطلب منه فقد استغاث به فاقتضى ذلك أنه يطلب منه حيا وميتا كل شيء كما يطلب من الله ويطلب بالتوسل به حيا وميتا كل ما يطلب من الله تعالى وأن ذلك ثابت للصالحين أيضا فاقتضى كلامه أنه يطلب من المخلوق حيا وميتا كل ما يطلب من الخالق سبحانه وتعالى
ومعلوم أن هذا الذي قاله لو كان حقا لم يجز نفي الاستغاثة بوجه من الوجوه كما لا يجوز نفي شفاعته التي أثبتها الله تعالى ونفي استشفاع الناس به يوم القيامة كما نطقت به النصوص ونفي توسل الصحابة بشفاعته ودعائه في الدنيا
فمن قال إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يشفع لأحد ولا يستشفع به وإنه لم تكن الصحابة يستشفعون به فهو مفتر كذاب بل هو كافر بعد قيام الحجة عليه
Shafi 475