Littafin Istigatat
كتاب الاستغاثة
ويقال له قولك خصهم بنفي خاص يفهم منه طرح رتبتهم وعدم صلاحيتهم للأسباب كلام مجمل فماذا تريد به أتريد به عدم صلاحيتهم للأسباب التي أثبتها الله لهم مثل عدم صلاحية الملائكة للنزول بالوحي والعذاب وتدبير العالم وعدم صلاحية الرسول لتبليغ رسالات الله تعالى ونحو ذلك مما أثبته الله لهم أو عدم صلاحيتهم لما اختص الرب تبارك وتعالى به مثل أن يطلب منه الأمور التي لا يقدر عليها غيره وعدم صلاحيتهم لكونهم يسألون ويدعون بعد موتهم أو يطلب منهم كل ما يطلب من الله تعالى
فإن عنيت الأول فقائله أعظم جرما من أن يقال نقصهم بعبارته إذ قد يكون كافرا مثل أن يتضمن نفيه جحد رسالة الرسول أو جحد نزول الملائكة عليه بالوحي أو جحد ما يدخل في الإيمان من الإيمان بالملائكة ولكن ما نحن فيه ليس من هذا الباب
وإن أردت الثاني فليس في نفي خصائص الربوبية عن المخلوق نقص له يجب تنزيهه عنه فضلا عن أن يجب نفيه عنه فمن قال لا إله إلا الله لم يكن قد نقص الملائكة والأنبياء بنفي الإلهية عنهم
ومن قال إن الملائكة والأنبياء تنفي الإلهية عنهم ليسوا أربابا ولا آلهة ولا يعبدون ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى كان قد نفى عنهم ما يختص به الرب تبارك وتعالى ولم ينف عنهم ما هم أسباب فيه
Shafi 474