قال في شأنه الحميدي: (كان واحد وقته جلالة وفضلا، وذكاء ونبلا، ونزاهة وحلما، ومعرفة وعلما)، وقال الذهبي: (سار في القضاء بأحسن سيرة، وأقوم طريقة، ثم استعفي منه فأعفي، ونشر كتبه، وكان الناس يعولون عليه ويلجأون إليه، وكان حسن الخلق، سهل اللقاء، كثير النفع لخاصته، جميل العشرة لهم، بارا بهم)، وزاد الذهبي قائلا: (روى عنه أبو الوليد ابن الدباغ فقال: كان أفقه أهل الأندلس، صنف شرح العتبية، فبلغ فيه الغاية).
أبو الحسن ابن مغيث (٤٤٧ هـ-٥٣٢ هـ):
الإمام العلامة الحافظ المفتي الكبير، أبو الحسن يونس بن محمد ابن مغيث بن الإمام المحدث يونس بن عبد الله بن محمد ابن مغيث القرطبي المالكي (^٢٣)، سمع بعد الستين من حاتم بن محمد، وأبي عمر ابن الحذاء، ومحمد بن محمد ابن بشير، وأبي مروان ابن سراج، وأبي عبد الله ابن منظور، ومحمد ابن سعدون القروي، وأبي جعفر ابن رزق، وأبي علي الغساني الحافظ. حدث عنه ابن بشكوال، ومحمد بن عبد الله ابن مفرج القنطري، ومحمد بن عبد الرحمن بن عبادة الجيّاني، ومحمد ابن عبد الرحيم ابن الفرس، وأبو محمد عبيد الله، وعبد الله بن طلحة المحاربي، وأبو القاسم ابن حبيش، وعبد الرحمن بن محمد ابن الشراط وآخرون.
قال ابن بشكوال: (وافر الأدب، قديم الطلب، نبيه البيت والحسب، جامعا للكتب، راوية للأخبار، أنيس المجالسة، فصيحا، مشاورا، بصيرا بالرجال وأزمانهم وثقاتهم، عارفا بعلماء الأندلس وملوكها، وسيرهم وأخبارهم، وكان بارا لمن قصده، مشاركا لمن عرفه، أخذ الناس عنه كثيرا، قرأت عليه، وأجاز لي)، وقال الذهبي في العبر: (أحد الأئمة بالأندلس، كان رأسا في الفقه، وفي الحديث، وفي الأنساب والأخبار، وفي علوم الإسناد).
_________
(^٢٣) انظر ترجمته: ابن بشكوال: الصلة ٣/ ٩٨٥ - ٩٨٦ ت ١٥٣٠، ابن الأبار: المعجم ص:٣٢٩ - ٣٣٠ ت ٣١٣، الذهبي: السير ٢٠/ ١٢٣ - ١٢٤ ت ٧٤ والعبر ٤/ ٩٠ سنة ٥٣٢ هـ والتذكرة ٤/ ١٢٧٧.
1 / 31