القاسم ابن صواب عارف بالقراءات ورواياتها وطرقها، وأبو الوليد ابن رشد القرطبي قاضي الجماعة ومفتيها، ومن أوعية العلم في وقته، والقاضي أبو بكر ابن العربي الإشبيلي فقيه مالكي أصولي حافظ، والقاضي الشهيد أبو علي الصدفي مجمع على حفظه وعلمه ونبله، أما ابن بشكوال الذي ذكر العبارة بإطلاق لم يسم من شيوخه أحدا غيره، حيث تدبج معه في الرواية قال:
(أخذت عنه، وأخذ عني) (^١٠)، ولعل سبب ذلك أنه كان صاحبه وملازمه فقد قال في ترجمته (صاحبنا)، وهذا يعني أنهما كانا يأخذان عن نفس الشيوخ، وناهيك بجلة شيوخ ابن بشكوال، فهم من كبار العلماء فقهاء، أدباء، محدثين. . .
إذن، تقدم لنا لائحة الشيوخ تصورا أوليا عن ابن الأمين من خلال انتقائه لشيوخه الذين درس عليهم، وبذلك نستطيع القول: إن ابن الأمين حاول التنويع في مصادر معرفته وإغنائها على يد علماء أجلاء تختلف مشارب تخصصاتهم، وهذا يبين مدى حرصه على اكتساب المعرفة من أصولها الحقيقة، وسأترجم لهؤلاء مراعية في ترتيبهم الترتيب الزمني لوفياتهم، حتى يتبين صحة ما قلناه.
أبو علي الصدفي (٤٥٠ هـ-٥١٤ هـ)
:
القاضي الشهير أبو علي الحسين بن محمد بن فيّرة المعروف بابن سكرة الصدفي السرقسطي الأندلسي (^١١)، عالم بالحديث وطرقه، وعلله وأسماء
_________
(^١٠) ابن بشكوال: الصلة ١/ ١٠٠ ت ٢٢٧.
(^١١) انظر ترجمته: ابن عطية: الفهرس ص:٧٤ - ٧٦ ت ٧، القاضي عياض: الغنية ص:١٩٢، ابن خير: فهرسة ما رواه عن شيوخه من الدواوين المصنفة في ضروب العلم وأنواع المعارف ٢/ ٥٦٢ و٥٨٤ و٥٩٠ و٥٩١ (تح: إبراهيم الأبياري)، ابن بشكوال: الصلة ١/ ٢٣٥ ت ٣٣٤، الضبي: بغية الملتمس ص:٣٥٣، الذهبي: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعيان ص:٣٦٧ سنة ٥١٤ هـ ت ٧٠ وسير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٧٦ - ٣٧٨ ت ٢١٨ والعبر في خبر من غبر ٤/ ٣٢ - ٣٤ سنة ٥١٤ هـ وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٢٥٣ - ١٢٥٥ ت ١٠٥٩ والإعلام بوفيات الأعلام ص:٢١١ سنة ٥١٤ هـ، ابن فرحون: الديباج المذهب في أعيان علماء المذهب ١/ ٣٣٠ - ٣٣١، ابن الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء ١/ ٢٥٠ ت ١١٣٨، ابن ناصر الدين-
1 / 26