الأبار في المعجم: (وكان يؤم في صلاة الفريضة بمسجد عبيد الله بن أدهم، وامتحن في الفتنة بقرطبة، إذ دخلها المصامدة بعد ثورة أبي جعفر ابن حمدين فيها، فنجا من القتل، ويقال: إنه فر أمام طالبه، فرمى بنفسه من سطح يقدر أنه يقع في أسفل دار ينجيه، فتردى في بئر من مهواه من السطح، وعلى ذلك أمكنه الخلاص، فانتقل إلى لبلة، وسكنها برهة) (^٦).
شيوخه
إن المصادر التي بين أيدينا لا تعطينا نظرة ولو وجيزة عن نشأته، وعن بيئته، ولا أي شيء عن رحلاته العلمية، ولكن ما ذكره عنه ابن بشكوال نفترض عدم رحلته لأنه صاحبه وملازمه ولم يشر إلى ذلك.
وهكذا فإن شيوخه الذين تلقى عنهم العلم من مشيخة الأندلس قد عدهم ابن الأبار في"المعجم في أصحاب أبي علي الصدفي"قال: (له رواية عن أبي محمد ابن عتاب، وأبي الوليد ابن طريف، وأبي القاسم ابن صواب، وأبي الوليد ابن رشد، وأبي الحسن ابن مغيث (^٧)، وغيرهم من مشيخة بلده، وسمع من أبي بكر ابن العربي هنالك، وكتب إليه أبو علي) (^٨)، أما ابن بشكوال فقال:
(روى عن جماعة من شيوخنا، وأكثر عنهم) (^٩).
من خلال نص ابن الأبار وذكره لأسماء شيوخه، يتبين لنا أن ابن الأمين سمع على الأعيان من شيوخ الوقت بالأندلس، وأنهم كانوا من الحفاظ الأئمة. فابن عتاب القرطبي الحافظ الفقيه من أعيان أصحاب أبي عمر ابن عبد البر، وأبو الوليد ابن طريف من الأدباء النحويين، واللغويين البلغاء، وأبو
_________
(^٦) ابن الأبار: المعجم ص:٧٠ - ٧١ ت ٤٩.
(^٧) تصحفت"مغيث"إلى"عفيف".
(^٨) ابن الأبار: المعجم ص:٧٠ ت ٤٩.
(^٩) ابن بشكوال: الصلة ١/ ١٠٠ ت ٢٢٧.
1 / 25