وإن قربتم الأعرج والسقيم أفليس ذلك شرا؟ قربه لواليك أفيرضى عليك؟! (ملاخي، 1: 12)
ثم إن شعب الرب قد فقد خوفه من يهوه:
أقوالكم اشتدت علي. قال يهوه، وقلتم ماذا قلنا عليك؟ قلتم عبادة الله باطلة، وما المنفعة من أننا حفظنا شعائره، ولأننا نحن مطوبو المستكبرين وأيضا فاعلو الشر يبنون، بل جربوا الله ونجوا. (ملاخي، 3: 13-15)
لقد أتعبتم يهوه بكلامكم وقلتم بم أتعبناه؟ بقولكم كل من يفعل الشر فهو صالح في عيني يهوه وهو يسر بهم، أو أين إله العدل؟ (ملاخي، 2: 17)
أيسلب الإنسان الله؟ فإنكم سلبتموني فقلتم بم سلبناك؟ في العشور والتقدمة. لقد لعنتم لعنا وإياي أنتم سالبون هذه الأمة كلها. هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام، وجربوني بهذا. (ملاخي، 3: 8-12)
أما السبب عند ملاخي في بداية انتشار الإلحاد والكفر بيهوه فهو محاولة الانفتاح على الشعوب الأخرى لهدايتها لدين يهوه، وبالزيجات المختلطة مع الوثنيين.
غدر يهوذا وعمل الرجس في إسرائيل وفي أورشليم لأن يهوذا قد نجس قدس يهوه وتزوج بنت إله غريب. (ملاخي، 11: 2)
وكالأنبياء السابقين يتنبأ مؤلف كتاب ملاخي باقتراب يوم يهوه الذي لن تكون عليه أية علامات كما قال عوبيديا، بالعكس سيأتي يوم يهوه فجأة وبغته، وحينها سيرسل ملاكا من عنده يطهر يهوذا بالنار «ويصفيهم كالذهب والفضة» وبعد ذلك سيأتي يهوه ليحكم بنفسه، وعندئذ يستعير ملاخي صورة «رب الشمس رع المصري بأجنحته» مناديا «لكم أيها المتقون اسمي، تشرق «شمس» البر والشفاء في «أجنحتها»» (ملاخي، 4: 2)، وعند ذلك ستخدم كل الشعوب يهوه رعبا منه وخوفا. (7) موجات الإلحاد المقدس
وبينما عزرا ومؤيدوه ينشرون سفر الشريعة الذي تم تأليفه في بابل وينسبونه إلى موسى، ويطلبون تطهير البلاد من الرجس الذي أفقدهم رعاية يهوه؛ يطلبون طرد وتطليق الزوجات الأجنبيات، ويشكلون لجان الفرز والفسخ في وقت لم يعد يحتمل مثل تلك الإجراءات، بعد أن جرب شعب الرب العلاقات مع الشعوب الأخرى والعيش معها والكسب من تجاراتها ونعيم أربابها واختلط بالأجانب. ناهيك عن كون يهوه ظل طوال الوقت ينعى على شعبه وينعب ولا يقدم له سوى الدمار والشتات، كان أصحاب الاتجاهات الجديدة المتمدنة المتأثرة بالآخرين يتجرءون على إعلان آرائهم بوضوح، وتمكن بعضهم من التسلل إلى المقدس ليدونوا كتبهم بداخله، ومن هذه الكتب المحتجة كان كتابا راعوث ويونان.
وقد زعم مؤلف الكتاب أن القاضي صموئيل هو من ألف كتاب راعوث في الزمن السالف البعيد، بينما لغة الكتاب لغة شديدة الحداثة سواء من حيث التعابير أو الأفكار التي تنتسب إلى زمن إصلاحات عزرا ونحميا وربما بعد ذلك؛ فلا يمكن لباحث مدقق أن ينسب سفر راعوث إلى ما قبل ذلك.
Shafi da ba'a sani ba