وقد أسسنا على ذلك تكهنا مفاده أن آمنمحات كان رجل الشعب المنتظر، وربما كانت القيادات الشعبية وراء الترويج له كما في إضافة النبوءة به لأشعار «نفررحو»، مع تمهيد السبيل له بكل الوسائل للوصول إلى الحكم. ولعل في نص البردية ما يشير إلى حميمية العلاقة بين «آمنمحات» والثوار، فإن الآسيويين سيقتلون بسيفه «واللوبييون سيحرقون بلهيبه»، و«العصاة ببطشه»، لكن «الثوار سيستلمون لنصائحه». وقد استطاع آمنمحات بالفعل أن يجعل من عصره أزهى عصور الدولة الوسطى، ولكن «أندريه إيمار» و«جانين إبوايه» يذهبان إلى تأكيد أنه قد مال آخر أيامه إلى عقد لون من المصالحة مع النبلاء الأقوياء ... الذين بدءوا يستعيدون نفوذهم بعد سكون الأحوال، بحيث ارتضى السماح لهم باستعادة قسط من النفوذ القديم مقابل طاعته.
21
وهنا عثرنا على نصوص تشير إلى مؤامرة قد دبرت في الخفاء لاغتيال الملك، وبلغت حدا بعيدا حيث دخل عليه الجناة غرفة نومه، وهجموا على شخصه الملكي بالسيوف، مما اضطره للدفاع عن نفسه بنفسه حتى هرع الحراس لمساعدته، وقد احتسبنا تلك المحاولة قد جاءت من جانب القيادات الثورية إزاء سياسته الجديدة مع النبلاء؛ بحيث استدعى تصفيته جسديا. ويدل حديث «آمنمحات» عقب محاولة اغتياله على ذلك المعنى؛ فهو يأسف لخيانة حلفائه الذين وثق بهم، ويقول:
لقد أحسنت إلى اليتيم،
وأطعمت المساكين ،
وتحدثت مع الوضيع كمحادثتي مع الأمير،
لكن كل من أكل خيري،
قام ضدي.
22
والمعنى الواضح أنه كان حليفا لطبقة محددة، يصفها باليتم والمسكنة والوضاعة، مؤكدا أن هؤلاء الحلفاء هم من حاولوا اغتياله، وإن كان «برستد» يؤكد أن المتآمرين كانوا من رجال حاشيته،
Shafi da ba'a sani ba