Ismail Asim a Muzurin Rayuwa da Adabi
إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب
Nau'ikan
صالح :
لله رأيك ما أحكمك! ولله درك ما أفهمك! لقد راعيت منهاج الرشد، وراعيت عرف البلد، ولكنك تركت الحقائق ظهريا، ونبذت الحكمة نسيا منسيا، وسمعت أقوال العامة، ونظرت بأعينهم اللاحة، ولم تتذكر يا رفيع الجناب.
فإذا نفخ في الصور فلا أنساب . أما سمعت يا راحة النفوس، ما قاله جالينوس: الفخر بالهمم العالية، لا بالرمم البالية؟! أما قرأت أيها الأخ النفيس، قول أرسطاليس: المرء بأدبه لا بنسبه؟! فالأصوب إجابة طلب لطيف، وأن تتصرف معه أحسن تصريف. فإن الكفاءة ليست بالمال، ولا المنصب العال. فتلك أعراض تزول، وأحوال تحول، وإنما الكفؤ بالعقل، والأدب والفضل، ومثابرة التقوى، في السر والنجوى. قال جل شأنه ورعاكم:
إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، وقال تعالى وهو أحكم الحكماء:
إنما يخشى الله من عباده العلماء . فهذه حكم أزفها إليك، وأعرضها عليك، ثم أتبعها بنصيحة مهمة، تجلو هذه الظلمات المدلهمة، فاجعلها نصب عينك، ولا تجعلها فراق بيني وبينك، وهي أن لطيفا يعشق لطيفة، وهي تحبه وتحب تلطفه، وأنت تعلم أن سلطان العشق قادر، وحكمه للملوك قاهر. فحذار حذار من الامتناع، ومعاكسة الأوضاع، فتعض بنان الندم، وتقرع سن السدم.
نعيم :
لقد كان بودي يا روضة الفضل الوريفة، أن يقترن لطيف بلطيفة، لولا الموانع التي ظهرت إليك، ومانع آخر لا يخفى عليك، وهو أن ابن وزير التجارة، قد خطب لطيفة الغدارة، وقد أجبته للطلب، وقلت نعم المخطوب ومن خطب. فكيف يسوغ بعد ذلك يا أخي المنيف، أن يقال بخطبة لطيف. فأرجوك أن تصده عن هذا المرام، وألا يعاودني أحد بهذا الكلام، وإلا فأذيقه البوار، وأنفيه عن الديار.
صالح :
الأمر منك وإليك، والله سبحانه خليفتي عليك.
نعيم :
Shafi da ba'a sani ba