Addinin Musulunci da Wayewar Dan Adam
الإسلام والحضارة الإنسانية
Nau'ikan
صلى الله عليه وسلم
لنفسه؛ لأن الخاصة التي يقتضيها تاريخ الأمم جميعا تعم كل مؤمن بالدين وكل مجيب للدعوة، ولا تخص صاحب الدعوة في حياته ولا بعد مماته.
وقد يفهم المسلم ذلك بغير مشقة، ولكنه على وضوحه للمؤمنين بالرسالة المحمدية يساق عند غيرهم من المتدينين ومنكري الأديان مساق الغرابة، ويسيء بعضهم فهمه، كما يسيء أدبه، فيزعم أنها أثرة لصاحب الدعوة يغلق بها أبواب النبوة على سواه كما يغلق صاحب السطوة الملك على من يليه من غير أهله أو يصطفيه.
ولا حاجة في هذا المقام إلى مناقشة المنكرين في أمر الإيمان بختام النبوة ولا بنفعها في زمن من الأزمان، فلا فرق عندهم بين الزمن الذي يبدءون بإنكار كل نبوة فاتحة قبل أن ينكروها خاتمة، ولا يقولون بضرورة النبوة ولا بنفعها في زمن من الأزمان، فلا فرق عندهم بين الزمن الذي يستجاب فيه للأنبياء والزمن الذي لا يستجابون فيه، وكلاهما عندهم زمن يستمتع فيه لشيء لا يجوز الإصغاء إليه.
لكن المتدينين الذين يستغربون ختام النبوة إنما يستغربون في الواقع أمرا ينساق إليه المصدقون بالنبوات سواء فطنوا إليه عن فهم وروية أو أخذوه مأخذ العادة التي لا تحتاج من معتادها إلى التعليل. فقد آمن بختام النبوة كل من آمنوا بنبوات التوراة، وقد ختم بعض هؤلاء دعوات الدين جميعا بما دانت به سلالة واحدة لا يوحي الله إلى غيرها ولم يوح إلى أحد من قبلها فيما اعتقدوه ويعتقدونه حتى اليوم.
وليس إيمان المسلم بخاتم النبيين على نحو من هذه الغرابة في التصديق ولا في التكفير؛ لأن النبوة التي ختمت النبوات في عقيدة المسلم هي الدعوة التي تدوم مدى الزمن؛ لأنها تكل العقيدة إلى العقل وتقيم العقيدة على الإيمان برب واحد هو رب العالمين.
كانت الأمم قبل البعثة المحمدية تفهم أن النبوة استطلاع للغيب وكشف للأسرار والمخبآت، يستعينون بها على رد الضائع وإعادة المسروق أو الدلالة عليه، ويستخبرونها عن طوالع الخير والشرر ومقادير السعود والنحوس.
وكان من تلك الأمم من يحسب أن النبوة وساطة بين المعبود وعباده للتشفع وتسليم القرابين.
وكانوا يطلبون وساطة الأنبياء دفعا للنوازل التي يستحقونها أو تنزل بهم لأنها قضاء مبرم يتوقعه الصالحون العارفون ويسألون المعبود في رفعه قبل نزوله.
فجاءت نبوة الإسلام بجديد باق لم تسبق له سابقة في الدعوات الدينية، ولا حاجة بعده إلى جديد ولا استطاعة فيه للتجديد، لأنه يخاطب في الإنسان صفته الباقية وخاصته الملازمة، وهي خاصة النفس الناطقة بين الأحياء، وخاصة الضمير المسئول الذي يحمل تبعته ولا تغنيه عنها شفاعة ولا كفارة من سواه.
Shafi da ba'a sani ba