310

Islam Q&A

موقع الإسلام سؤال وجواب

Nau'ikan

الدجال يخرج في آخر الزمان فلماذا حذر الأنبياء أقوامهم منه ومتى وأين سيخرج؟
[السُّؤَالُ]
ـ[لماذا حذر الأنبياء أقوامهم من الدجال مع أنه لا يخرج إلا في آخر الزمان؟ ومتى يخرج الدجال؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولًا:
أعظم فتنة على وجه الأرض منذ خلق آدم إلى قيام الساعة هي فتنة الدجال كما قال ذلك النبي، ﷺ، ولهذا ما من نبي من نوح إلى محمد، صلوات الله عليهم وسلامه، إلا أنذر قومه به تنويهًا بشأنه، وتعظيمًا له، وتحذيرًا منه، وإلا فإن الله يعلم أنه لن يخرج إلا في آخر الزمان، ولكن أمر الرسل أن ينذروا قومهم إياه من أجل أن تتبين عظمته وفداحته، وقد صح ذلك عن النبي، ﵊، وقال: " إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم – صلوات الله وسلامه عليه يعني أكفيكم إياه - وإلا فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم " مسلم ٥٢٢٨
نِعْمَ الخليفة ربنا – جل وعلا -.
فهذا الدجال شأنه عظيم بل هو أعظم فتنة كما جاء في الحديث منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة، فكان حريًّا بأن يُخَصّ من بين فتن المحيا بالتعوذ من فتنته في الصلاة " أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ".
وأما الدجال فهو مأخوذ من الدجل وهو التمويه؛ لأن هذا مموه بل أعظم مموه وأشد الناس دجلًا.
ثانيًا:
خروج المسيح الدجال من علامات الساعة ولكنه غير محدد، لأنه لا يعلم متى تكون الساعة إلا الله فكذلك أشراطها ما نعلم منها إلا ما ظهر، فوقت خروجه غير معلوم لنا لكننا نعلم أنه من أشراط الساعة.
ثالثًا:
وأما جهة خروجه فإنه يخرج من المشرق من جهة الفتن والشر كما قال النبي، ﷺ: " الفتنة هاهنا " وأشار إلى المشرق (البخاري ٣٢٧٩، ومسلم ٥١٦٧)، فالمشرق منبع الشر والفتن، يخرج من المشرق من خراسان مارًّا بأصفهان داخلًا الجزيرة من بين الشام والعراق ليس له هم إلا المدينة، لأن فيها البشير النذير، ﵊، فيحب أن يقضي على أهل المدينة، ولكنها محرمة عليه كما ثبت عن النبي ﷺ: " على كل باب منها ملائكة يحفظونها " رواه البخاري ١٨٨٠ ومسلم ٢٤٤٩، هذا الرجل يخرج بين الشام والعراق، ويتبعه من يهود أصفهان سبعون ألفًا لأنهم جنوده (رواه مسلم ٥٢٣٧)، فاليهود من أخبث عباد الله وهو أضل عباد الله فيتبعونه ويؤوونه وينصرونه، ويكونون مسالح له- أي جنودًا مجندين- هم وغيرهم ممن يتبعهم، قال النبي، ﵊: " يا عباد الله فاثبتوا يا عباد الله فاثبتوا " رواه مسلم ٥٢٢٨، يثبتنا ﵊، لأن الأمر خطير وقال ﵊: "من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات " رواه أبو داود ٣٧٦٢ وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
يأتيه الإنسان ويقول: لن يضلني ولن أتأثر به، ولكن لا يزال يلقي عليه من الشبهات حتى يتبعه والعياذ بالله." نسأل الله أن يحفظنا بحفظه والحمد لله رب العالمين ...
[الْمَصْدَرُ]
انتهى من مجموع فتاوى ابن عثيمين ﵀.. ٢/١٣.

1 / 309