305

Islam Q&A

موقع الإسلام سؤال وجواب

Nau'ikan

يسأل عن الموت في شهر رمضان
[السُّؤَالُ]
ـ[هل صحيح أن كل من يموت في شهر رمضان يدخل الجنة دون أن يحاسب على أعماله؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
قد تفضل الله تعالى على نفر من خاصة عباده فوعدهم بدخول الجنة من غير حساب ولا عذاب؛ فعن عبد الله بْنُ عَبَّاس، ﵄،ٍ قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:َ عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ (جماعة قليلة من الناس) وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَد.ٌ إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي. فَقِيلَ لِي: هَذَا مُوسَى ﷺ، وَقَوْمُهُ وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ الآخَرِ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ لِي: هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ. ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّه،ِ وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ. فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيه؟ ِ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: هُمْ الَّذِينَ َلا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: أَنْتَ مِنْهُمْ. ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " البخاري ٥٧٠٥، مسلم ٢٢٠.
[الرهط: هم الجماعة دون العشرة، والرهيط تصغير له. رفع لي: ظهر لي، سواد عظيم: السواد الشخص يرى من بعيد لا يدرى من هو، الأفق: منتهى البصر.]
ولم يذكر في هؤلاء السبعين ألفا من مات في شهر رمضان، وإنما المذكورون هم خاصة المؤمنين الذين حققوا مقام التوحيد لرب العالمين، قال في فتح المجيد: (قوله وعلى ربهم يتوكلون، ذكر الأصل الجامع الذي تفرعت عنه هذه الأفعال والخصال، وهو التوكل على الله، وصدق الالتجاء إليه، والاعتماد بالقلب عليه، الذي هو نهاية تحقيق التوحيد الذي يثمر كل مقام شريف: من المحبة والرجاء والخوف، والرضا بالله ربا وإلها، الرضا بقضائه.) [ص ٧٤] .
وإنما ورد في فضل من مات صائما قول النبي، ﷺ: (َ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) رواه الإمام أحمد ٢٢٨١٣، من حديث حذيفة، ﵁، وقال الألباني في أحكام الجنائز: إسناده صحيح.
ومما ينبغي الاهتمام به، أن الحديث السابق، قد دل على أن علو مقام هؤلاء السبعين ألفا، جعلنا الله وإياكم منهم، في العمل الصالح، هو الذي أنزلهم تلك المنزلة عند الله تعالى؛ قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ﵀، بعد ما ذكر هذا الحديث في كتاب التوحيد: (فيه.. عمق علم السلف، لمعرفتهم أنهم لن ينالوا ذلك إلا بعمل)، وليس يخفى على السائل أنه لو كان هناك فضل لمن يموت في رمضان فإن هذا خاص بمن مات من المؤمنين؛ ولا يشمل كل من مات في رمضان.
وكذلك الحديث الذي سبق ذكره، في فضل من مات صائما، دل على أن دخول الجنة إنما كان موعودا على عمل صالح، ختم له به، وليس على مجرد الموت في شهر رمضان، مع أنه ليس فيه تلك الفضيلة الخاصة؛ دخول الجنة بغير حساب.
والله الموفق.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب

1 / 304