184

التعريف بالإسلام

التعريف بالإسلام

Nau'ikan

كفالة عمه أبي طالب له ﷺ: أوصى عبد المطلب ابنه أبا طالب بحفظ رسول الله ﷺ ورعايته، فلما توفي عبد المطلب ضم أبو طالب رسولَ الله ﷺ فكان معه، وكان أبو طالب لا مال له، وكان يحبّ محمدًا ﷺ حبًّا شديدًا لا يحبه ولده، وكان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه، وكان يخصه بالطعام، وكان إذا أكل عيال أبي طالب جميعًا أو فرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم رسول الله ﷺ شبعوا، فيقول أبو طالب: إنك لمبارك. ومما يدل على شدة محبة أبي طالب إياه، صحبته له في رحلته إلى الشام، ويبدو أنه في فترة حضانة أبي طالب له ساعده محمد ﷺ في رعي غنمه، وقد ثبت في البخاري ومسلم أنه عمل على رعيها لأهل مكة، مقابل قراريط. ولعل ضيق حال أبي طالب هو الذي دفع محمدًا ﷺ إلى العمل لمساعدته. ورعي الغنم فيه دربة لرسول الله ﷺ على رعاية البشر فيما بعد، فقد أَلِفَ العمل والكفاح منذ طفولته، واعتاد أن يهتم بما حوله، ويبذل العون للآخرين، وربما يذكرنا رعيه للغنم بأحاديثه التي تحث على الإحسان للحيوان.

1 / 184