مركز قطر للتعريف بالإسلام
مقدمة الناشر (على الموسوعة الشاملة) بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد المُرسل رحمة للعالمين وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: منذ فترة طويلة وانا محتفظ بمشروع مركز قطر للتعريف بالإسلام وعندما طالعته أعجبت به كثيرًا وحينها كنت قررت نشره على موقع شباب الهدى وتم ذلك وكان ملفا قيما لقي اقبالا جيدا من زوار الموقع.. وعندما تعرض الموقع لمشاكل في تلك الفترة صعب عليّ اعادة كثير من الملفات منها مشروع قطر للتعريف بالإسلام.. وها هو اليوم بفضل الله يعود من جديد (وليس لي جهد في شيء منه إلا المساعدة قدر الإمكان بنشره) وهذه المرة باستخدام الموسوعة الشاملة حتى تصل لقدر كبير من المخلصين والمهتمين. وفي الأخير أطلب منكم الدعاء لي ولأمي وأبي وجدتي وأهلي جميعا ولسائر المسلمين وقد قيل: لا يحق لكم ان تستفيدوا منا ثم لا تترحموا علينا وجزى الله القائمين على هذا المشروع خيرا محبكم في الله: إلياس شرادي موقع شباب الهدى الإسلامي www.s-elhoda.com الجزائر المنورة - العاصمة - ليلة الثامن من رمضان ١٤٣١.
مقدمة الناشر (على الموسوعة الشاملة) بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد المُرسل رحمة للعالمين وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: منذ فترة طويلة وانا محتفظ بمشروع مركز قطر للتعريف بالإسلام وعندما طالعته أعجبت به كثيرًا وحينها كنت قررت نشره على موقع شباب الهدى وتم ذلك وكان ملفا قيما لقي اقبالا جيدا من زوار الموقع.. وعندما تعرض الموقع لمشاكل في تلك الفترة صعب عليّ اعادة كثير من الملفات منها مشروع قطر للتعريف بالإسلام.. وها هو اليوم بفضل الله يعود من جديد (وليس لي جهد في شيء منه إلا المساعدة قدر الإمكان بنشره) وهذه المرة باستخدام الموسوعة الشاملة حتى تصل لقدر كبير من المخلصين والمهتمين. وفي الأخير أطلب منكم الدعاء لي ولأمي وأبي وجدتي وأهلي جميعا ولسائر المسلمين وقد قيل: لا يحق لكم ان تستفيدوا منا ثم لا تترحموا علينا وجزى الله القائمين على هذا المشروع خيرا محبكم في الله: إلياس شرادي موقع شباب الهدى الإسلامي www.s-elhoda.com الجزائر المنورة - العاصمة - ليلة الثامن من رمضان ١٤٣١.
1 / 1
القرآن الكريم
1 / 2
تعريف القرآن الكريم
1 / 3
تعريف القرآن
القرآن لغة: القرآن في الأصل مصدر على وزن فُعلان (بالضم)، كالغُفران والشُكران، تقول: قرأته قرءًا وقراءة وقرآنًا بمعنى واحد، أي تلوته تلاوة، وقد جاء القرآن بهذا المعنى المصدري في قوله تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) (القيامة: ١٨) أي قراءته.
والقراءة: ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل، كما أن الكتابة ضم الألفاظ بعضها إلى بعض في الخط، ثم صار القرآن علمًا لذلك الكتاب الكريم.
القرآن اصطلاحًا: هو كلام الله المنزل على نبيه محمد ﷺ، المتعَبَّد بتلاوته، المنقول بالتواتر، المكتوب في المصاحف، من أول سورة (الفاتحة) إلى آخر سورة (الناس) .
1 / 4
.أسماء القرآن
للقرآن الكريم أسماء كثيرة، أشهرها:
(القرآن) (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) (الإسراء: ٩) .
(الكتاب) وهو مصدر كتب، بمعنى الجمع والضم، فبالنظر إلى أنه مقروء فهو القرآن، وبالنظر إلى أنه مكتوب فهو الكتاب، قال تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) (النحل: ٨٩) .
(الفرقان) لأنه فارق بين الحق والباطل، قال تعالى: (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا) (الفرقان: ١) .
(التنزيل) وهو مصدر أريد به المنزّل، لنزوله من عند الله تعالى: (وإنه لتنزيل رب العالمين) (الشعراء: ١٩٢) .
(الذكر) سمي به القرآن لاشتماله على المواعظ والزواجر، وقيل لاشتماله على أخبار الأنبياء والأمم الماضية، وقيل من الذكر بمعنى الشرف. قال تعالى: (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) (الزخرف: ٤٤)، أي شرف لكم لأنه نزل بلغتكم، وقال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر: ٩) .
والأسماء الأربعة الأخيرة هي أشهر الأسماء بعد لفظ (القرآن)، وقد صارت أعلامًا بالغلبة على القرآن في لسان أهل الشرع وعُرفهم.
1 / 5
حفظ القرآن من التحريف
يقول الشيخ محمد عبد الله دراز -في سياق تعريفه للقرآن-: (روعي في تسميته قرآنا كونه متلوًا بالألسن، كماروعي في تسميته كتابًا كونه مدونًا بالأقلام، فكلتا التسميتين من تسمية الشيء بالمعنى الواقع عليه، وفي تسميته بهذين الاسمين إشارة إلى أن من حقه العناية بحفظه في موضعين، لا في موضع واحد، أعني أنه يجب حفظه في الصدور والسطور جميعًا، فلا ثقة لنا بحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المجمع عليه من الأصحاب، المنقول إلينا جيلًا بعد جيل، على هيئته التي وُضع عليها أول مرة. ولا ثقة لنا بكتابة كاتب حتى يوافق ما هو عند الحفاظ بالإسناد الصحيح المتواتر، وبهذه العناية المزدوجة التي بعثها الله في نفوس الأمة المحمدية اقتداءً بنبيها ﷺ بقي القرآن محفوظا في حرز حريز، إنجازًا لوعد الله الذي تكفل بحفظه، حيث يقول: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر: ٩)، ولم يصبه ما أصاب الكتب الماضية من التحريف والتبديل وانقطاع السند، حيث لم يتكفل الله بحفظها، بل وكلها إلى حفظ الناس، فقال تعالى: (والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله) (المائدة: ٤٤)، أي بما طلب إليهم حفظه. والسر في هذه التفرقة أن سائر الكتب السماوية جيء بها على التوقيت لا على التأبيد، وأن هذا القرآن جيء به مصدقًا لما بين يديه من الكتب ومهيمنًا عليها، فكان جامعًا لما فيها من الحقائق الثابتة، زائدًا عليها بما شاء الله زيادته، وكان سادًّا مسدها، ولم يكن شيء منها ليسدَّ مسدَّه، فقضى الله أن يبقى حجة إلى قيام الساعة، وإذا قضى الله أمرًا يسر له أسبابه، وهو الحكيم العليم) .
1 / 6
آداب تلاوة القرآن الكريم
· يجب على من يقرأ القرآن وهو ممسك بالمصحف بدون حائل أن يكون طاهرًا من الحدثين الأكبر والأصغر.
· يستحب الوضوء لقراءة القرآن عن ظهر قلب، وبدون مس المصحف، فإن قرأ محدثًا جاز بالإجماع.
· الجنب والحائض تحرم عليهما القراءة إلا بعد الطهارة، ويجوز لهما النظر في المصحف دون مسه، وإمرار القرآن على القلب.
· يستحب للقارئ أن ينظف فاه بالسواك وغيره تعظيمًا وتطهيرًا.
· يسن التعوذ قبل القراءة وصيغتها المختارة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) .
· يسن المحافظة على قراءة البسملة في أول كل سورة، إلا سورة التوبة فلا بسملة فيها.
· يستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف مختار، وأفضله المسجد.
· يستحب للقارئ في غير الصلاة أن يستقبل القبلة، ويجلس خاشعًا بسكينة ووقار.
· يسن الترتيل في قراءة القرآن، لقوله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلا) (المزمل: ٤) .
· يسن تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها، لحديث ابن حبان وغيره: (زينوا القرآن بأصواتكم) .
· تسن القراءة بالتدبر والتفهم فهو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم وبه تنشرح الصدور.
· يستحب البكاء عند قراءة القرآن والتباكي لمن لم يقدر عليه.
· يستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله من فضله، وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من النار، وإذا مر بآية تنزيه أن ينزه الله، فيقول: سبحان الله، أو تبارك الله أو جلت عظمته.
· القراءة من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب، لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة.
· يكره قطع القراءة بالكلام (إلا لضرورة)، لأن كلام الله لا ينبغي أن يدخل عليه كلام غيره، ويكره أيضًا الضحك والعبث والنظر إلى ما يلهي.
· يسن السجود عند مواضع سجود التلاوة، مع قصر الفصل بين السجود وسببه.
· ينبغي للقارئ أن يقرأ حسب ترتيب المصحف فإن خالفه جاز له ذلك.
1 / 7
· المراجع:
التبيان في آداب حملة القرآن، للنووي.
الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي.
التحبير في علم التفسير، للسيوطي.
1 / 8
منزلة القرآن الكريم
القرآن الكريم مصدق للكتب السابقة ومهيمن عليها، فيقر ما فيها من حق وصدق فهي من عند الله تعالى ويكشف ما فيها من زيغ وتحريف وتبديل من البشر.
القرآن الكريم رسالة الله تعالى إلى الإنسانية كافة (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا) (الفرقان: ١) .
القرآن الكريم هداية الخالق لإصلاح الخلق وشريعة السماء لأهل الأرض (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) (الإسراء) .
القرآن الكريم هو التشريع العام الخالد الذي تكفل بجميع ما يحتاج إليه البشر في أمور دينهم ودنياهم (ما فرطنا في الكتاب من شيء) (الأنعام: ٣٨)، (ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء) (النحل: ٨٩) .
القرآن الكريم هو الذي صلحت به الدنيا -ولن تصلح إلا به- وحول مجرى التاريخ وأقام أمة كانت مضرب الأمثال في الإيمان والإخاء والعدل والوفاء وفي كل شيء.
هو الكتاب الذي لا تفنى ذخائره، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا يزداد على التكرار إلا حلاوة وطلاوة.
إن كتابًا هذا بعض شأنه لجدير أن يضعه الإنسان بين عينيه، ويجعله أنيسه في خلوته، ورفيقه في سفره، وصديقه الصدوق في يسره وعسره، ومستشاره الأمين في أمور دينه ودنياه، وحجته البالغة في حياته وأخراه.
1 / 9
فضل تلاوة القرآن الكريم
· قال الله تعالى: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرًا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور) (فاطر: ٢٩-٣٠) .
· عن أبي أمامة الباهلي ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه) (رواه مسلم) .
· وعن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) (رواه الترمذي وقال حسن صحيح) .
· وعن عبد الله بن عمرو ﵄ عن النبي ﷺ قال: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) (رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حسن صحيح) .
· وعن عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) (رواه البخاري ومسلم) .
1 / 10
خصائص القرآن الكريم
1 / 11
خصائص تتعلق بفضله وشرفه ومكانته
للقرآن الكريم خصائص كثيرة منها:
١- فضله:
لا يخفى فضل القرآن عند من لديه أدنى علم شرعي، ذلكم أن القرآن الكريم (كلية الشريعة، وعمدة الملة، وينبوع الحكمة، وآية الرسالة، ونور الأبصار والبصائر، فلا طريق إلى الله سواه، ولا نجاة بغيره، ولا تمسك بشيء يخالفه) .
هو كلام الله العظيم، وصراطه المستقيم، ودستوره القويم، ناط به كل سعادة، وهو رسالة الله الخالدة، ومعجزته الدائمة، ورحمته الواسعة، وحكمته البالغة، ونعمته السابغة.
هو حجة الرسول ﷺ الدامغة، وآيته الكبرى، شاهدة برسالته وناطقة بنبوته. هو كتاب الإسلام في عقائده وعباداته، وحكمه وأحكامه، وآدابه، وأخلاقه، وقصصه ومواعظه وأخباره.
هو أساس رسالة التوحيد، والمصدر القويم للتشريع، ومنهل الحكمة والهداية والرحمة المسداة للناس، والنور المبين للأمة، والمحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك.
٢- شفاعته لأهله:
ومن خصائص القرآن الكريم أنه يشفع لأهله يوم القيامة، ومن الأدلة على ذلك حديث أبي أمامة الباهلي ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ، يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه) رواه مسلم.
٣- أنه شفاء:
قال تعالىٍ: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) (الإسراء: ٨٢)، وقال سبحانه: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) (فصلت: ٤٤)، وقال ﷿: (قد جاءكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور) (يونس ٥٧) .
وتدبر وصف الله للقرآن بأنه شفاء ولم يصفه بأنه دواء، لأن الشفاء هو ثمرة الدواء والهدف منه، أما الدواء فقد يفيد وقد يضر، فكان وصف القرآن بأنه شفاء تأكيد لثمرة التداوي به والقرآن شفاء للأمراض النفسية، وما أحوج مجتمعاتنا المعاصرة إلى التداوي بالقرآن لهذا الداء الوبيل، في عالم تتنازعه الأهواء المادية والشهوات الجسدية والملذات الدنيوية، لكن ينبغي أن نعلم أن الاستشفاء بالقرآن يستدعي كمال اليقين، وقوة الاعتقاد وسلامته.
1 / 12
خصائص عامة
وهي كذلك خصائص كثيرة عديدة، منها:
١- تعهد الله بحفظه:
قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر: ٩) .
وقد مرت بالقرآن أحداث عظيمة وأهوال جسيمة وعوامل خطيرة، وتكالب عليه الأعداء وتداعت عليه الأمم، ولو مر بعض ذلك على غير القرآن لأصابه ما أصاب الكتب السابقة من التحريف والتغيير والتبديل. أما القرآن فقد مر بهذه الأحوال المتماوجة والداوعي المتكالبة ولم تنل منه بغيتها، بل وصل إلينا كما أنزل الله لم يتبدل ولم يتغير، ليتم الله نوره ولو كره الكافرون. أما الكتب السابقة فلم يتعهد الله بحفظها، بل أوكل أمر حفظها إلى أهلها، فقال تعالى: (إنا أنزلنا التوارة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء) (المادة: ٤٤) .
٢- حفظه في الصدور:
من أشرف خصائص القرآن الكريم أن الله ﷾ كلف الأمة بحفظه كله، حيث يحفظه عدد كثير يثبت به التواتر، وإلا أثمت الأمة كلها، وليس هذا لكتاب غير القرآن. فالتوارة والإنجيل ترك لأهلهما أمر الحفظ، فاكتفوا بالقراءة دون الحفظ، إلا قلة لا تكاد تذكر، ولم تتوافر الدواعي لحفظهما كما توافرت لحفظ القرآن الكريم، فلم يكن لهما ثبوت قطعي كما هو للقرآن، فسهل تحريفهما وتبديلهما.
٣- اتصال السند:
من المعلوم أن أغلب الذين يتعلمون تلاوة القرآن إنما يتعلمون عن طريق السماع، ولا يكتفون بتعلمه من المصاحف وحدها، ونعلم أن أساتذتهم تلقوه أيضًا بالسماع عن طريق مشايخهم، وهكذا لا تنقطع هذه الطريقة، إلى أن تصل طبقة التابعين ثم الصحابة ثم الرسول ﷺ.وبهذا يكون سند القرآن في كل عصر وفي كل حين متصلًا برسول الله ﷺ، وليس هذا لكتاب غير القرآن الكريم، فقد شرف الله هذه الأمة باتصال سندها برسولها ﷺ.
1 / 13
(من كتاب دراسات في علوم القرآن الكريم، للدكتور فهد الرومي)
1 / 14
فضل تلاوة القرآن الكريم
· قال الله تعالى: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرًا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور) (فاطر: ٢٩-٣٠) .
· عن أبي أمامة الباهلي ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه) (رواه مسلم) .
· وعن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) (رواه الترمذي وقال حسن صحيح) .
· وعن عبد الله بن عمرو ﵄ عن النبي ﷺ قال: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) (رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حسن صحيح) .
· وعن عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) (رواه البخاري ومسلم) .
1 / 15
نزول القرآن الكريم
1 / 16
النزول الأول والثاني للقرآن
للقرآن الكريم نزولان:
النزول الأول: من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا جملةً واحدة، وهذا النزول كان في رمضان في الليلة المباركة: ليلة القدر.
قال تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (سورة البقرة: ١٨٥) . وقال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (القدر:١)
والإنزال أكثر ما يرد في لسان العرب فيما نزل جملة واحدة، بخلاف التنزيل فإنه يعبر به في جانب ما نزل مفرقًا.
النزول الثاني للقران الكريم: من بيت العزة في السماء الدنيا إلى النبي ﷺ، مفرقًا على حسب الوقائع والأحداث، بواسطة أمين الوحي جبريل ﵇.
1 / 17
الحكمة من نزول القران منجما (مفرقا)
الحكمة الأولى: تثبيت فؤاد النبي ﷺ وتقوية قلبه، وذلك من وجوه:
١. تجدد الوحي وتكرار نزول الملك من الله إلى رسوله ﷺ فيه سرور يملأ قلب رسول الله ﷺ وغبطة تشرح صدره.
٢. التنجيم تيسير عليه من الله تعالى في حفظه وفهمه، ومعرفة أحكامه وحكمه.
٣. في كل نزول معجزة جديدة يتحدى بها المخالفين، وفي هذا تأييد من الله للرسول ﷺ.
٤. تعهّد الله لرسوله ﷺ عند اشتداد الخصام بينه وبين أعدائه بما يهون عليه، حتى لا يبالي بالمخالفين ولا يحزن ولا يضيق صدره.
الحكمة الثانية: التدرج في تربية الأمة الناشئة علمًا وعملًا، أو بما يسمى التدرج في التشريع، ويدخل في هذه الحكمة أمور:
١. تيسير حفظ القرآن على الأمة.
٢. تسهيل فهمه عليهم.
٣. التمهيد لكمال تخليهم عن الباطل والعقائد الفاسدة (فالتخلي قبل التحلي)
٤. التمهيد لكمال تحليهم بالعقائد الحقة، والعبادات الصحيحة، والأخلاق الفاضلة.
٥. تثبيت قلوب المؤمنين وتسليحهم بعزيمة الصبر واليقين.
الحكمة الثالثة: مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها، فكلما جد جديد نزل من القرآن ما يناسبه وفصل لهم من الأحكام ما يوافقه، ويدخل في هذه أربعة أمور.
١) إجابة السائلين عن أسئلتهم عندما يوجهونها إلى الرسول ﷺ.
٢) مجاراة الأقضية والوقائع في حينها ببيان حكم الله فيها.
٣) لفت أنظار المسلمين إلى تصحيح الأخطاء التي يقعون فيها.
٤) كشف حال أعداء الله من المنافقين وغيرهم.
الحكمة الرابعة: الإرشاد إلى مصدر القرآن الكريم، وأنه كلام رب العاملين وحده، وأنه لا يمكن أن يكون من كلام البشر، وبيان ذلك أن القرآن الكريم تقرأه من أوله إلى آخره فإذا هو محكم السرد، دقيق السبك متين الأسلوب، آخذ بعضه برقاب بعض، في سوره وآياته وجمله.
كيف كان النبي ﷺ يتلقى القرآن؟
كان النبي الله ﷺ يتلقى القرآن من جبريل ﵇ على حالتين:
الحالة الأولى:
أن ينسلخ الرسول ﷺ من حالته البشرية العادية إلى حالة أخرى، يحصل له بها استعداد لتقلي الوحي من جبريل ﵇ وهو على حالته الملكية، وفي هذه الحالة يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس. وهو صوت قوي يثير عوامل الانتباه فتتهيأ النفس بكل قواها لقبول أثره. وهذه الحالة أشد حالات الوحي على النبي ﷺ.
الحالة الثانية:
أن يتمثل له الملك رجلًا ويأتيه في صورة بشر، فيأخذ عنه الرسول ﷺ ويسمع منه.
1 / 18
أقسام الوحي الشرعي (وحي الله إلى أنبيائه)
١. تكليم الله نبيه بما يريد، إما في اليقظة كما حدث لموسى عليه وسلم السلام قال تعالى (وكلم الله موسى تكليمًا) (النساء ١٦٤)، وإما في المنام، كما في الحديث الذي رواه الترمذي أن رسول الله ﷺ قال: (أتاني ربي في أحسن صورة) .
٢. الإلهام أو القذف في القلب، بأن يلقي الله أو الملك الموكل بالوحي في قلب النبي مايريد مع تيقنه أن ما ألقي إليه من قبل الله تعالى.
ومن هذا القبيل حديث (إن روح القدس نفث في روعي: لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) رواه الحاكم عن ابن مسعود ﵁.
٣. الرؤيا في المنام: ورؤيا الأنبياء وحي من الله تعالى، مثل رؤيا إبراهيم الخليل ﵊ أنه يذبح ابنه، ورؤيا الرسول ﷺ أنهم سيدخلون المسجد الحرام، وقد كان. روى البخاري عن عائشة رضى الله عنها قالت: أول ما بدئ به ﷺ من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.
٤. تعليم الله أنبيائه بواسطة جبريل ﵇، قال تعالى: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولًا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم) (الشورى ٥١) .
المراجع:
١- الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي.
٢- البرهان في علوم القرآن للإمام الزركشي.
٣- المدخل لدراسة القرآن الكريم، للدكتور محمد أبو شهبة.
1 / 19
المكي والمدني
معرفة المكي والمدني من المباحث المهمة التي يحتاج إليها المفسر لكتاب الله تعالى ومن نصب نفسه للفتيا والقضاء، كي يتوصل إلى الحق والصواب.
المكي: ما نزل قبل الهجرة وإن كان نزوله بغير مكة.
المدني: ما نزل بعد الهجرة وإن كان نزوله بغير المدينة.
1 / 20