78

Alamomin Mamakin

إشارات الإعجاز

Bincike

إحسان قاسم الصالحي

Mai Buga Littafi

شركة سوزلر للنشر

Lambar Fassara

الثالثة

Shekarar Bugawa

٢٠٠٢

Inda aka buga

القاهرة

Nau'ikan

ومنها: ان الارادة الكلية الالهية ناظرة بعادته تعالى الى الارادة الجزئية للعبد، فلا اضطرار. ومنها: ان العلم تابع للمعلوم، فلا يتبعه المعلوم حتى يدور. فلا يُتعلل في العمل باحالة مقاييسه على القدر. ومنها: ان خلق الحاصل بالمصدر متوقف على كسب المصدر بجريان عادة الله تعالى باشتراطه به. والنواة في كسب المصدر والعقدة الحياتية فيه هي الميلان، فبحلّه تنحل عقدة المسألة. ومنها: ان الترجح بلا مرجح محال دون الترجيح بلا مرجح فلا تُعلّلُ أفعالُه تعالى بالاغراض؛ بل اختياره تعالى هو المرجح. ومنها: ان الامر الموجود لابد له من مؤثر وإلا لزم الترجح بلا مرجح وهو محال كما مر. واما الامر الاعتباري ١ فتخصصه بلا مخصص لا يلزم منه المحال. ومنها: ان الموجود يجب ان يجب ثم يوجد ٢. واما الامر الاعتباري فالترجح بلا انتهاء الى حد الوجوب كاف فلا يلزم ممكن بلا مؤثر. ومنها: ان العلم بوجود شئ لايستلزم العلم بماهيته، وعدم العلم بالماهية لايستلزم العدم. فعدم التعبير عن كُنهِ الاختيار لاينافي قطعية وجوده. واذا تفطنت لهذه الاساسات فاستمع لما يُتلى عليك: فنحن معاشر اهل السنة والجماعة نقول: يا اهل الاعتزال! ان العبد ليس خالقًا للحاصل بالمصدر كالحاصل من المصدر ٣، بل هو مصدر المصدر فقط ٤؛ اذ "لا مؤثر في الكون الا الله"، والتوحيد هكذا يقتضي. ثم نقول: يا اهل الجبر! ليس العبد مضطرًا بل له جزء اختياري لان الله حكيم. وهكذا يقتضي التنزيه. فان قلتم: كلما يُشرّح الجزء الاختياري بالتحليل لايظهر منه الا الجبر. قيل لكم:

١ هو الذى لا وجود له الاّ في عقل المعتبر مادام معتبرًا (التعريفات) . ٢ اى لا يأتى الى الوجود شئ مالم يكن وجوده واجبًا. فعند تعلق الارادتين الجزئية والكلية في شئ يكون وجود الشئ واجبًا، فيوجد حالًا (ت: ٨٠) ٣ اى ليس خالقًا للأثر الحاصل بالمصدر، وهو الذى يطلق عليه الكسب (ت: ٨١) ٤ فليس بيد العبد الاّ الكسب (ت: ٨١)

1 / 80