وقد يقال نوع أيضا للمرتب تحت الجنس الذى وصفنا؛ كما قد اعتدنا أن نقول: إن الإنسان نوع للحى، إذ الحى جنس. ونقول: إن الأبيض نوع للون، والمثلث نوع للشكل. ولأنا لما وصفنا الجنس ذكرنا النوع بقولنا: المحمول على كثيرين مختلفين بالنوع من طريق ما هو، وكنا نقول فى النوع إنه المرتب تحت الجنس الذى وصفنا، فينبغى أن نعلم أن الجنس لأنه هو جنس لنوع، والنوع لأنه نوع لجنس، كل واحد منهما للآخر، وجب أن نستعملهما جميعا فى قولى كليهما. فهم يصفون النوع على هذا الوجه: النوع هو المرتب تحت الجنس، والذى جنسه يحمل عليه من طريق ما هو. وقد يصفونه أيضا على هذه الجهة: النوع هو المحمول على كثيرين مختلفين بالعدد من طريق ما هو. ولكن هذه الصفة أيضا هى لنوع الأنواع، ولما هو نوع فقط. وأما الصفتان الأخريان فهما لما ليس بنوع الأنواع.
وقد يتبين ما نحن واصفوه على هذا النحو فنقول: إن فى كل واحدة من المقولات أشياء هى أجناس أجناس، وأشياء هى أنواع أنواع؛ وفيما بين أجناس الأجناس، وأنواع الأنواع أشياء أخر. وجنس الأجناس هو الذى ليس فوقه جنس يعلوه، ونوع الأنواع هو الذى ليس دونه نوع آخر يوضع تحته. وفيما بين جنس الأجناس ونوع الأنواع أشياء هى بأعيانها أجناس وأنواع، إلا أنها كذلك إذا قيست إلى أشياء مختلفة.
Shafi 72