191

Irshad

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

Nau'ikan

Tariqa

إذا ركبوا الأعواد قالوا فأحسنوا وما خير قول لا يصدقه الفعل رجع الكلام نزلوا منزلة أشد من الأولى، وأضر وأدهى وأمر، وهي الإنكار على أولى البصائر في إنكارهم لهذه الجرائر، واستعظامهم لهذه العظائم، وجعلوا موالاة الظالمين مما قد أذن فيه رب العالمين، وأبطلوا الأمر بالمعروف الأكبر، والنهي عن الفحشاء والمنكر، لاستشعارهم لخساسة أنفسهم في أفعالهم، وخوفا أن يفوت عليهم شئ من آمالهم، عند سلاطينهم وجبابرتهم، وهذا غاية الإفك، والعدوان على الملك الديان، كما روى عن علي عليه السلام أنه قال: (يكون في آخر الزمان قوم نبع فيهم قوم مرآون، فيقرؤون وينسكون، لا يوجبون أمرا بمعروف، ولا نهيا عن منكر، إلا إذا أمنوا الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير، ويتبعون زلات العلماء، وما لا يضرهم في نفس ولا مال، فلو أضرت الصلاة والصيام وسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها، وقد رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء، ومنهاج الصالحين، فريضة بها تقام الفرائض، وتحل المكاسب، وترد المظالم، وتعمر الأرض، وينصف من الأعداء، فأنكروا المنكر بألسنتكم، وصكوا بها جباههم، ولا تخافوا في الله لومة لائم)(1).

وقد كان الأولى لهذه الطبقة الردية، الهالكة الغوية، إذا لم يفعلوا المعروف أن يأمروا به ولا ينكروه، وإذا انتهكوا المنكر أن ينهوا عنه غيرهم ويزجروه ؛ فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تكليفان غير ما تضمنه الأمر والنهي، فمن تركهما مع ذلك فهو بلا شك هالك.

Shafi 195