250

Iqtidab

الاقتضاب في غريب الموطأ وإعرابه على الأبواب

Editsa

د. عبد الرحمن بن سليمان العثيمين

Mai Buga Littafi

مكتبة العبيكان

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

٢٠٠١ م

Nau'ikan

عليهم، ويضمر الخبر، كأنه قال: الرجال والنساء مجموعون، أو مقرونون، فحذف، ودلت عليه الواو بما فيها من معنى "مع" وهذا نحو ما حكاه سيبويه، من قولهم: أنت وشأنك، وكل رجل وضيعته. والكوفيون لا يضمرون في مثل هذا خبرًا؛ ولكنهم يجعلون الواو تنوب مناب "مع"، وتغني عن الخبر.
وقوله: "كان يقول لا يصلي الرجل على الجنازة" [٢٦] كذا الرواية: "لا يصلي" بإثبات الياء، فلزم أن يكون خبرًا لا نهيًا، وتكون "لا" بمعنى "ليس" وفيه وإن كان إخبارًا، معنى النهي، كما أن قوله تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾. فيه معنى الأمر، وإن كان خرج مخرج الإخبار. ويجوز أن يكون معناه: ليس يعد الرجل مصليًا على الجنازة حتى يكون طاهرًا، وإلا فصلاته لا تعد صلاة، فإذا تؤول هذا التأويل كان إخبارًا محضًا. والعرب تجعل كل فعل وقع على غير ما يجب كالمعدوم الذي لم يكن، فيقولون للرجل: قمت ولم تقم، أي: قيامك كلا قيام؛ وعلى هذا تأول بعض المفسرين [قوله تعالى]: ﴿يَوْمُ لا يَنطِقُونَ (٣٥)﴾ أي: لا ينطقون نطقًا ينتفعون به، فنطقهم كلا نطق، وعلى هذا يوجه قوله تعالى: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ

1 / 259