وقال الفرزدق:
١٣٢ - (إنّ الفرزدق صخرةٌ عاديّةٌ ... طالت فليس تنالها الأوعالا)
الأوعال: مفعول طالت، وهو من قولك طاولني فطلته، وفاخرني ففخرته.
وفي (ليس) ضمير من الأوعال، وتنالها الخبر، (٢٦ أ) و(ها) ضمير الصخرة.
وحذف التاء من ليست للضرورة.
وقال ملغز:
١٣٣ - (سلا أم عمرو واعلما كنه شأنه ... ولا سيما أن تسألا هل له عقل)
أمّ فعل ماضٍ لم يسمّ فاعله بمعنى شجّ، وعمر ومرفوع به.
وأن تسألا في موضع رفع بالابتداء، إن كانت (ما) كافةً، وهل له عقل: الخبر أو محذوف.
وفي موضع جرٍ إن كانت زائدة.
والعقل هنا الدية، يقول: هل له ديةٌ في شجّه.
وأنشد سيبويه لامرئ القيس:
١٣٤ - (فلو أنّ ما أسعى لأدني معيشةٍ ... كفاني ولم أطلب قليلٌ من المال)
(ولكنما أسعى لمجدٍ مؤثّلٍ ... وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي)
قليلٌ: فاعل كفاني.
وليس هذا من باب إعمال الفعلين، لأنّ من شرطه أن يوجه الفعلان فيه إلى شيء واحد، ولم يوجد ذلك، لأنّ (اطلب) مفعوله الملك، وقد حذفه.
قال أصحابنا: فلو نصب لفسد المعنى، لأنه إذا سعى لأدنى معيشةٍ طلب القليل.
قلت: هذا لا يلزم ونفسه ورعة عن طلب القليل، فاستعمل المبالغة جريًا على عادة الشعراء، كما تقول لمن ... ... . لو كانت حالي أسوأ الأحوال لم تنلها.
1 / 65