ولعلمي برغبة المولى الأجلّ، السّيد الكبير العالم، عز الدين، شرف الإسلام، عمدة الملوك والسلاطين، مجد الحضرتين، فريد دهره أبي الحسن علي بن مبادر، وإلى الله عليه نعمه وأجزل لديه منها قسمة في العلوم على اختلاف أنواعها وتباين أوضاعها، وشدة اهتمامه بكشف حجاب الغفلة عن شريف علم العربية خاصًّا لغوصه في عباب بحره واستخلاصه فائق درّه.
وسمت كتابي هذا بخدمة خزانته العالية رجاء أن يقع عليه نظره الشريف ولمحه اللطيف فيحلى بعينه وقلبه وتفضله على جل لجل كتبه، لأقضي حقوقه السالفة والآنفة، وأشكر نعمه التالدة والطارفة ... الله ... بعونه لشكر أياديه.
وخصصت هذا الكتاب بالأبيات المشكلة الإعراب، ورتبته على حروف العجم، فذكرت من كلّ حرفٍ أبياتًا إلى آخر الحروف، ولم أطل الكلام بالشواهد والمسائل حذارًا أن لا يقع منه، أعلاه الله، موقع ما رجوت.
وأنا أبدأ بحرف الألف (٣ ب) ثمّ أتبعه الباء، ومن الله استمد المزيد، بمنّه وكرمه.
(حرف الألف)
قال بعض الملغزين من المحدثين:
١ - (إنّ هند الجميلة الحسناء ... وأي من أتبعت بوعدٍ وفاء)
(إنّ) فعل أمر للمؤنث مؤكد بالنون الثقيلة، من وأي يئي، بمعنى وعد.
وأصل هذا الأمر: تئين مثل تفين، فحذف التاء للمواجهة، والنون للياء المضاهي لجزم المضارع، والياء الضمير لئلا يلتقي ساكنان، الياء والنون المدغمة، وكسرة الهمزة دالّة على صفة حذف الياء.
و(هند) منادى مبني على الضم محذوف حرف النداء كقوله: ﴿يوسف أعرض﴾ .
و(الجميلة) وصف له على الموضع.
و(الحسناء) صفة لمفعول محذوف تقديره: المرأة
1 / 16