58

Imtac Asmac

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

Bincike

محمد عبد الحميد النميسي

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Inda aka buga

بيروت

ويعاين من آثار فضل اللَّه أشياء: فشق في صغره بطنه واستخرج ما في قلبه من الغل والدنس، فكان يعاين الأمر معاينة ثم كان لا يمر بحجر ولا شجر إلا سلم عليه فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه. فكان يلتفت يمينا ويسارا فلا يرى أحدا [(١)] . وكانت الأمم تتحدث بمبعثه وتخبر علماء كل أمة قومها بذلك. ثم كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح [(٢)] . فكان أول شيء رآه من النبوة في المنام بطنه طهّر وغسل ثم أعيد كما كان. تحنثه بحراء وبدء الوحي وحبّب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء كما كان يفعل ذلك متعبدو [(٣)] ذلك الزمان، فيقيم فيه الليالي ذوات العدد، ثم يرجع إلى أهله فيتزود لمثلها يتحنث [(٤)] بحراء ومعه خديجة، فيقال: إنه أول ما رأى جبريل ﵇ بأجياد [(٥)] فصرخ به: يا محمد يا محمد. بعثته ثم فجأة [(٦)] الحق وهو بغار حراء [(٧)] يوم الاثنين لثمان عشرة خلت من رمضان

[(١)] أخرج الترمذي نحوه في صحيح سنن الترمذي للألباني ج ٣ ص ١٩٢ حديث رقم ٣٨٨٥ وقال في آخره: «صحيح» . [(٢)] المرجع السابق حديث رقم ٣٨٩٣، وقال في آخره: «حسن صحيح» . [(٣)] في (خ) «متعبدوا» بألف بعد الواو، والمعروف عند أهل اللغة أن جمع المذكر السالم تحذف منه ألف واو الجماعة إذا أضيف. [(٤)] تحنّث: تعبد، وفعل ما يخرج به الحنث، والحنث: الذنب (المعجم الوسيط ج ١ ص ٢٠١) (وهذه اللفظة في (خ): يتجنب») . [(٥)] قال أبو القاسم الخوارزمي: أجياد موضع بمكة يلي الصفا، وهو أحد جبال مكة غربيّ المسجد الحرام. وقال الأصمعي: هو الموضع الّذي كانت به الخيل التي سخرها اللَّه لإسماعيل ﵇ (معجم البلدان ج ١ ص ١٣٠) . [(٦)] قوله: «فجأه الحق وهو بغار حراء» أي جاءه بغتة على غير موعد كما قال تعالى: وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ آية ٨٦/ القصص، (البداية والنهاية ج ٣ ص ٦)، وفي (ط) «فجئه» والتصويب من (المعجم الوسيط): «فجأه الأمر فجأ، وفجأة، وفجاءة: بغته (ج ٢ ص ٦٧٤) . [(٧)] وحراء: يقصر ويمد، ويمنع ويصرف، وهو جبل بأعلى مكة على ثلاثة أميال منها عن يسار المار إلى منى، له قلة مشرقة على الكعبة منحنية، والغار في تلك الحنية. (معجم البلدان ج ٢ ص ٢٦٩) .

1 / 20