وقال ابن عباس: كانت لعلي عليه السلام ثماني عشر منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة.
وأما الأحاديث فأكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر، فنذكر منها نزرا يسيرا تبركا بالجناب العلي وتشرفا بخدمة مولانا علي.
منها: حديث غدير خم.
وهو ما أخرجه كثير من المحدثين، ورواه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثلاثون صحابيا، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جمع الصحابة رضي الله عنهم مرجعه من حجة الوداع بالغدير المذكور، وخطب وكرر عليهم: ((ألست أولى بكم من أنفسكم)) ثلاثا، وهم يجيبون بالتصديق والاعتراف، ثم رفع يد علي عليه السلام وقال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من يحبه، وابغض من يبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، أدر الحق معه حيث دار)) فكيف يسوع الاعتذار لمن خالف بعد هذا النص عليا، وبما يلقى الله من لم يكن له مواليا ووليا.
وما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن جماعة من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم استخلف عليا كرم الله وجهه على المدينة لما خرج إلى تبوك فقال له: يارسول الله تخلفني في النساء والصبيان، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي)).
وأخرجا أيضا والطبراني والبزار عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال يوم خيبر: ((لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)) فأعطاها عليا كرم الله وجهه.
وأخرج الحاكم في المستدرك عن حابر بن عبد الله رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((علي إمام البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله)).
Shafi 71