Izinin Ahmad bin Yahya
إجازة العلامة أحمد بن يحيى حابس
Nau'ikan
قلت وبالله التوفيق: أن معتاد الرصد إنما جعل لحفظ الطريق عن اللصوص، وعن منع المارة بخلاف ما يعطى سلاطين الجور فإنه لتقيوتهم على الفساد في الأرض بغير الحق، وتجييش حزب الشيطان، وبثهم في الآفاق لسفك الدماء وأخذ أموال الناي بالباطل، فالفرق بحمد الله بين، والقياس باطل، وليندفع بذلك محظورا وهو اغتصاب الظلمة سائر أملاكنا لو قررناها وتركناها[512] إفسادها.
قلت وبالله التوفيق: أن ذلك لايصح التعلق به؛ لأن الله لم يجعله فسي محكم كتابه حيث قال تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.
ووجه الاستدلال بهذه الآية الكريمة على بطلان ما تمسكوا به أن مفارقة الآباء والأبناء والأخوان والأزواج والعشيرة، وكذلك الأموال لو انتهت؛ لأن الله تعالى لم يستثن شيئا ولم يجعل الله عذرا ولا رخصة في ترك طاعته وطاعة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والجهاد في سبيله، والمراد بذلك سطاعته تعالى وطاعة رسوله لامجرد المحبة التي يزعمون أنها لا تفارق قلوبهم، لأنه لو أراد بذلك لم يكن للآية معنى؛ لأن مجرد تلك المحبة لله ورسوله مستلزمة طاعة الله ورسوله؛ لأن المحبوب مطاع كما في قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
وكما يروى لأمير المؤمنين كرم الله وجهه شعرا:
تبغض الإله وأنت تظهر وده
هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته
Shafi 115