ثانيهما: أنه لا محال للثواب والعقاب في فعل رب الأرباب أعني الأمر للفاضل بسجود المفضول، فكيف يزعم البيضاوي أن إبليس قبحه نظرا إلى الحسن والقبح عقلا، فظهر أنه لا دخل للثواب والقعب آجلا في محل النزاع أصلا باعترافهم،وإنهم إنما ... به لانحرافهم، وتبين أن كون الشيء بمجرد حكم العقل فسادا أو صلاحا أو نفعا أو ضرا ليس من مذهبهم وإنما هو من مذهب القائلين بالحسن والقبح عقلا وإلا فلم زعم البيضاوي أن تقبيح إبليس للسجود من الفاضل للمفضول لما فيه من وضع الشيء في غير موضعه مبني على التحسين والتبيح عقلا، ومتفرع على تحكيم العقل بأن هذا صلاح وذاك فساد، وهذا يحسن وذاك لا يحسن، فقد استفدنا من أمثال هذا الكلام الذي ذكره البيضاوي اعترافا منهم..............[134] إبليس أبعده الله تعالى كمقالة أصحابنا رحمهم الله تعلاى كما علمنا اتحاد مقالتهم ومقالته ... حيث قال: {بما أغويتني} وقد غل البيضاوي عن أن قول الملائكة عليهم السلام: {أتجعل فيها من يفسد فيها...} الآية هو الذي ينبغي أن يقال أنه مبني على التحسين والتقبيح عقلا فهم قائلون بمقالة أصحابنا بعينها لا بمعنى أنهم أنكروا أن يجعل فيها من يفسد؛ لأنهم من أعرف الخلق بحكمته تعالى بل بمعنى أن هذا الكلام منهم مناد بأنهم يفرقون .....ز بين كون الشيء صلاحا وكونه فسادا ويحكمون بانه لا ينبغي للحكيم أن يفعل ما فيه مثل الفساد، بل لا ينبغي له أن يفعل فعلا يترتب على وقوعه ... من الفساد كالفساد... من العباد المترتب على إيجاد الله تعالى لهم واستخلافهم في الأرض فالملائكة .... يعلمون أنه تعالى لا يفعل الفاسد ولا ما يترتب عليه كإيجاد العباد إلا إذا كان ثمة.....وصلاح في ايجادهم يرموا على ما فيه من تلك ا..... فهم أي الملائكة...... وجه الحكمة والمصلحة في ذلك أعني ايجاد العباد واستخلافهم في الأرض مع ما يجري من الفساد.
Shafi 291