قال ابن الصلاح: ولقائل أن يقول؛ لأن ذلك بالدليل فإن المستدرك على الصحيحين للحاكم أبي عبد الله كتاب كبير يشتمل مما .. على شيء كثير وأن يكن عليه في بعضه مقال ...صحيح كير، وقد قال البخاري: احفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائة ألف حديث غير صحيح وجملة ما في الكتاب الصحيح سبعة آلاف حديث ومائتان وخمسة وسبعون حديثا بالأحاديق المكررة، وقد قيل: أنها ..... وغيره، والمعترض وأمثاله يرون أن عدم روايتهما للحديث دليل على عدم صحته عندهما، فما ظنك لو ثبت عندهم قدحهما أو قدح أحدهما في رواته وكذلك الأحاديث الذي تقدم ذكر بعضها قد عرفت الموحب لردهم لها كما أشرنا إليه فلا .... والمؤلف وأصحابنا بمثل ذلك يجيبون عليهم فإن نسبة البدعة إلى الهادي والمهدي ونحوهما من أهل البيت وسائر العدليى ليس بأقرب من نسبتها إلى البخاري ومسلم، والبيهقي وغيرهم من المجبرة، ولس قبول حديثهم عندهم بأولى من قبول حديث مثل الحافظ بن عقدة ومن قبله من الزيديى والمعتزلة كالحسن بن صالح وعرو بن عبيد ومن لا يحصى وكان أن الخصوم زعموا أن ابن عقدة روى مثالب الشريعة كالأحاديث التي ذكرها البخاري في مؤلفه الذي ألف في خلق الأفعال والأحدايث التي ذكرها البيهقي في كتابه الذي ألفه في القدر والاعتقاد، بل في صحيحهما شي من ذلك، فإن كان مجرد الاتيان بسند الحديث وذكر رواته كافيا في الحكم بصحته فلا نزاع كنا هو ظاهر كلام المعترض، فلينظر الحديث الذي ذكره الذهبي في ترجمة علي بن عمر بن أحمد البغذادي المعروف بالدارقطني الحافظ الشهير بسنده إلى عقلمة قال: قال علي رضي الله عنه عهد إلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الأمة ستغدر بك، انتهى، فانظر أيها المعترض هل هذا الحديث الذي ذكر رواته بعض أصحابكم مقبول عندكم مرودون أقبه رد وما كفاكم ردع مع امكان صرف القدر المذكور فيه إلى مثل معاوية وأصحابه البغاة الغادرين اتفاقا حت قدحتم على الدارقطني ... كنا قال بعضكم في معرض القدح في حقه أنه كان شيعيا، وكان يحفظ ديوان السيد الحميري، وقال بعضكم: أنه كان منقطعا إلى ابن عقدة متتلمذا له وليس في الحقيقة ذنب إلا روايته لما لا يلائكم كذنب عبد الرزاق الصنعاني واضرابه المتقدمين، وكذنب الحافظ ابن جرر الطبري والحاكم أبي بعد الله النيسابوري وكلاهما من أكبر المحدثين الصادقين حتى قال الذهبي في الميزان أن صدق الحاكم في نفسه ومعرفته بهذا الشأن أمر مجمع عليه كما مر نقله فإذا كنتم قد طعنتم على امثال هؤلاء بالتشيع فماذا يفيد المؤلف لو أبان رواة الأحاديث الثابتة عنده وعند أصحابه الذين لا يعرفون أكثرهم ولا يستمعون بهم من أصحابكم، ثم انكم إذا قدحتم في خصومكم وفي من روى ما يقوى شيئا من مذاهبهم قدحا على حيث اعراضكم وأهوائكم، وقلتم مع ذلك أن اصح الكتب بعد كتاب الله تعالى صحيحا صاحبكم اللذين هما البخاري ومسلم وزكيتم أنفسكم وشهدتم لمشائخكم بالصدق وعلى خصومكم بالكذب فما الذي أبقيتم من التعصب والاعتساف وأي مجال تركتم للانصاف ، نعم الأمر كما ذكرناه أولا من أن المعترض وأمثاله ما كأنه فرع آذانهم ولا طرق أذهانهم أن أحدا يقدح في مثل البخاري ومسلم بأنهما دعاة إلى البدعة، ولها جزموا بأن كتابيهما أصح الكتب بعد القرآن، وقد صرح بذلك المعترض تبعا لمشائخه وكرره فيما سيأتي من شقاشقه ونوافخه ما ذاك إلا بسبب تراتب التعصب ورواسخه وسوابق الاعتقاد وشوائخه وما حيلة مثل المؤلف رطكك في إزالة مثل ذلك وهل ينفعه ذكر الأسانيد وتوضيح المسالك.
Shafi 246