والصلاة والسلام على خير حلقه سيدنا محمد الذي على شرعه المطهر ترفع من بيت العقائد القواعد، وعلى آله وأصحابه الذين هم نجوم الهدى لربهم، اقتدى من سالك راشد.
أقول: قد اشتملت هذه الفقر المفتقرة إلى النظر على أشياء لا تخفى على ذوي الفكر السالمين من تغيير الفطر.
فمنها ما هو مقصود بالذات كالحمد، وهو الثناء على الجميل الاختياري لكن ستعلم ما يلزم على قاعدة المجبرة من انتفاء الجميل في أفعال الباري تعالى عما يقوله الظالم المتجاري، كما ستعلم مما سنوضحه أنه يلزم على مذهبهم عدم اختياره في أفعاله وأحكامه تعالى لقولهم بقدم الحكم والحجج.
ومنها: ما هو مقصود بالغرض كالإشارة إلى نفي حكم العقل وإلى أن العقائد بأسرها إنما استفاد من السمع.
قلنا: قدم الجار والمجرة في قوله: بطوالع...إلخ -أي لا يغيرها شيء من أحكام العقول- والباء فيه كالباء في قولك: كتبت بالقلم، وإضافة الأنوار إلى المثاني كإضافة اللجين إلى الماء، في قوله
ذهب الأصيل على لجين الماء
أو على جبل الأنوار ثابتة للمثاني على ضرب من الاستعارة، والمعنى على الأول بأن القرآن الذي هو كالأنوار الطوالع في الإشراق والظهور رأسا من قواعد العقائد -أي الأحكام الشرعية التي هي كالأساس الثابت لقواعد العقائد جميعها- وعلى الثاني ظاهر.
Shafi 12