============================================================
وتسعين وستمائة أن توزن بالميزان ، وأن يكون الفلس زنة درهم ، ثم نودى على الرطل منها بدرهمين ، وكان هذا أول ما عرف بمصر من وزن الفلوس والمعاملة بها وزنا لا عددا .
لما كانت أيام الظاهر برقوق ، وتولى محمود [ بن على الأستادار] أمر الأموال السلطانية ، شره إلى الفوائد وتحصيل الأموال ، فكان مما أحدث الزيادة الكبيرة [من الفلوس] ، فيعث إلى بلاء فرئجة لجلب النحاس الأحمر ، وضمن دار الضرب بالقاهرة بجملة من المال ، ودام ضرب الفلوس بها مدة أيامه ، واتخذ بالإسكندرية دار ضرب لعمل الفلوس ، فكثرت [الفلوس] بأيدى الناس كثرة بالغة ، وراجت صارت من أجله هى النقد الغالب في البلد . وقلت الدراهم لأمرين : أحدهما عدم ضربها اليتة ، والثاتى سبك ما بأيدى الناس منها لاتخاذه حليا منذ تفنن أمراء السلطان وأتباعهم فى دواعى الترف ، وتأنقهم في المباهاة بفاخر ازى وجليل الشارة . ووجد مع ذلك الذهب بأيدى الناس ، بعد أن كان لا يوجد مع كل أحد ، لكثرة ما كان يخرجه الظاهر [ برقوق] في الأنعام على أمراء الدولة ورجالها ، وفى نفقات االحروب والأسفار ، في الصلات زمن الغلاء . فمات الظاهر وللناس ثلاثة نقد أكثرها الفلوس ، وهو النقد الرايج الغالب ، والثانى الذهب وهو أقل وجدانا من الفلوس ، وأما الفضة فقلت حتى بطل التعامل بها لعزتها . وكان يعطى فى الدينار الذهب منها إلى ثلاثين درهما . ثم كثر الذهب بأيدى الناس حتى صار مع أقل السوقة . وعظم رواج الفلوس ، كثرت كثرة بالغة حتى صارت المبيعات وقيم الأعمال كلها تنسب إلى الفلوس خاصة . وبلغ
Shafi 145