لحق ولا يضاده . ألا ترى أن الله تعالى ذكره قال في محكم كتابه إبانة فضل الرسول: وما ينطق عن الهوى؛60 وقال: هاذا كتبنا ينطق عليكم بالحق.
فلو لم يكن النطق قرين الحق لما أضافه إلى كتابه. وقال في حجر6 النطق على الكفار لشرفه: [89] هذا يوم لا ينطقون.3 ويجوز تأويله، أي أن هذا اليوم ليس بأيام من ينطق لكم من النطقاء. وقال تعالى ذكره حكاية عن إقرار الكفار بلزوم الحجة عليهم: قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شيء.64 فما في هذا الاسم شىء من الشناعة إن أنصفتم أنفسكم.
فإن قال قائل: إنا نجد ذكر الرسالة في القرآن في غير من سميتهم65 من أولي العزم، مثل قوله: ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صلحا؛6 ومثل قوله: وإلى عاد أخاهم هودا؛67 إلى قوله: إني لكم رسول أمين؛68 ومثل قوله: وإن يونس لمن المرسلين.9 فإما أن تفصل بين رسالة هؤلاء وبين رسالة أولئك، وإما أن تقول برسالة هؤلاء لتزيد في عدد الرسل وتنقض قول البناء الذي بنيته.
Shafi 146