ولكن لا، كان فريد يجد في بهجة كل ما يتمنى في دنياه، وكانت هي كذلك لا يتجاوز نظرها وإحساسها فريد.
وكان الناس، من أصدقاء وجيران، يقولون إن فورة هذا الحب ستخمد بعد السنة الأولى، ولكن ها هما في السنة الخامسة من زواجهما وهما على كلفهما.
لا يمكن أن يكون في الدنيا أسعد منهما.
إنهما شاذان أو فذان؛ كلاهما يحب الحب ، وقد وجد مصدر هذا الحب في شريكه.
ولم تكن بهجة قد حملت، وكان شوقها إلى أن تحمل وتلد يشغل بالها بعض الوقت، ولكن لم يكن هما ملازما؛ لأن حبها لزوجها وما تجد منه من غرام، كان ينسيها هذا الشوق.
وأخيرا حملت ... وازداد تعلق فريد بها.
ولما حان ميعاد الولادة قصدت إلى المستشفى؛ لأن الطبيب لم يطمئن إلى ولادتها في البيت، وهناك بقيت أكثر من أسبوعين وهي تحت إشراف الأطباء، وعرف فريد منهم أن الولادة لن تكون طبيعية؛ لأن الجنين ليس في الرحم؛ أي إن الحمل «خارج الرحم»، ولم يفهم فريد كثيرا في هذا الموضوع، ولذلك كان مطمئنا.
وذات يوم، عقب عودته من مكتبه في الساعة الثانية بعد الظهر، قيل له في المستشفى إنه قد أجريت لزوجته عملية، وهي العملية القيصرية لشق البطن وإخراج الجنين، وأن الجنين مات، ولكن صحة الأم حسنة.
وكاد فريد يجن من هذه الأخبار، وقصد إلى زوجته فوجد أنها لا تزال مخدرة، وهي ملففة بعصابات من القماش حول بطنها.
وحصل فريد على إجازة خمسة عشر يوما كي يلزم سرير زوجته، وكان لا يبرح غرفتها لا في النهار ولا في الليل.
Shafi da ba'a sani ba