276

وقالوا: إن الآخرة خير من الأولى، وهم يجمعون المال للدنيا والذنوب للآخرة.

وقالوا: لا بد من الموت، ويعملون أعمال قوم لا يموتون.

* لبعض الحكماء: كم من إنسان يرحم غيره، وهو أحق بالرحمة منه، وكم من ميت يبكي عليه الحي، والحيى أحق بالبكاء منه.

* حاتم الأصم: أربعة لا يعرف قدرها إلا أربعة: قدر الشباب؛ لا يعرفه إلا الشيوخ، ولا قدر العافية؛ إلا أهل البلاء، ولا قدر الصحة؛ إلا المرضى، ولا قدر الحياة؛ إلا الموتى.

* المدائني: أذكر مع كل نعمة زوالها، ومع كل بلية كشفها، فإن ذلك أبقى للنعمة، وأسلم من البطر، وأقرب إلى الفرج.

* بزرجمهر: ثلاثة ليس للعاقل أن ينساهن: فناء الدنيا، وتصريف أحوالها ، والآفات التي لا أمان منها.

* مصنفه: بل زاده الذي لمعاده عتاده.

* سمع يحيى بن معاذ نائحة في دار رجل من الأغنياء، فقال: يا ويح المغترين بالدنيا، إلى متى يسمعون صيحة الآخرة في ديارهم فلا ينتهون.

* لبعض الحكماء: من لم يكن للصمت مغتنما، فإذا نطق بلهو وغفلة، ولم يكن عن الخالية من الذنوب، نادما لا يقدر على أن يخلع من الباقية، ومن لم ير ملك الموت خلف فنائه، لا يقدر على الإستعداد للموت، ومن لم ير الله مطلع السرائر، لا يقدر على أن يرضيه.

* يحيى بن الحسين: لكل شيء أصل وفرع، و[إن] أصل الطاعات ذكر الموت، والطاعات فروعها، وإن أصل المعاصي نسيان الموت، والمعاصي فروعها، وهذان أصلان أصليا من مضى من الجنة والنار، ويصليان من بقي، ومن قصر أمله تفصل له كل شيء.

* وقال عبد الرحمن بن يزيد لصديق له: يا فلان، هل أنت على حال ترضاها للموت؟ قال: لا. قال: فهل عزمت على التحول من حالك هذا إلى حال ترضاها للموت؟ قال: لا. قال: فهل تدري متى الموت نازل بك؟ قال: لا. قال: فهل بعد الموت دار مستعتب؟ قال: لا. قال: ما رأيت مثل هذه الخصال رضي بها عاقل.

Shafi 308